فيلم التفاحة للمخرجة الإيرانية سميرا مخملباف، فيلم إنساني عميق، يروي قصة واقعية حدثت في طهران وأثَّرت في المجتمع كثيراً. بوستر الفيلم تدور القصة حول أب يعيش في فقر مدقع متزوج من امرأة كفيفة، يقوم بحبس ابنتيه التوأمتين داخل المنزل منذ ولادتهما ولمدة 11عاماً بدافع الخوف عليهما، فتصبح البنتان في حالة أقرب إلى التخلف العقلي، ويبادر الجيران إلى تقديم شكوى في حق الأب بعد أن علموا بأمره، فتأتي موظفة من الشؤون الاجتماعية وتطلب من الأب عدم سجن البنتين وإطلاق سراحهما إلى الشارع. وتمضي أحداث الفيلم لتفرض تطبيق تغييرات جذرية على حياة الأسرة تحت تهديد فصل الفتاتين عن أبويهما وإيداعهما في ملجأ حكومي. وهكذا تنجح الموظفة في إخراج الفتاتين اللتين تفتقران إلى الحد الأدنى من المهارات الاجتماعية والاتصال بالناس من عالمهما المغلق الشبيه بالسجن، على الرغم من المعارضة الشديدة لوالديهما. أما أمهما الكفيفة فلا تتردد في كيل سيل من الشتائم ضد كل من يحاول فصل ابنتيهما عنها، وخاصة الزوج الذي يتعرض للقسط الأكبر من تلك الشتائم، ومع انفتاح الفتاتين الصغيرتين على العالم الخارجي، متمثلاً في خروجهما إلى الشوارع المجاورة واللعب مع غيرهما من الأطفال، يبدأ والداهما أيضاً في تغيير أسلوب حياتهما تدريجياً. سميرا مخملباف سميرا مخملباف قامت بالبحث عن أفراد الأسرة والجيران والمسؤولين المعنيين في واقائع القصة الحقيقية، ونجحت في إقناع الجميع بإعادة تمثيل أدوارهم على الطبيعة. ويعد الفيلم دافعاً لإعادة تفكير المشاهد في المدى الممكن أن يمنحه من حرية التحرك لبناته، وهل مخاوفنا لها مبرر أم أنها فوبيا غير منطقية تسيطر علينا. ربما كانت التفاحة إشارة لتفاحة المعرفة التي أكلها آدم فخرج من الجنة، ويمكن اعتبارها أيضاً رمزاً لمتع الحياة. حصلت سميرا على جائزة أفضل أول عمل لمخرجة في مهرجان «كان» عام 1998م، حيث إن «التفاحة» يعد أول فيلم لسميرا ابنة المخرج محسن مخملباف، وكان عمرها وقتذاك 18 عاماً.