ليس هناك اختلاف بأن القصة القصيرة تعد من الأجناس الأدبية التي تقدم نفسها بين صنوف الأدب الأخرى بشكل جيد، إلا أنها لم تكن في حسابات القراء والنقاد والجوائز التقديرية، كما يحصل غالباً للشعر والرواية وطغيانهما -إن صح التعبير- على الذائقة الأدبية. هذه المقدمة تحيلنا مباشرة إلى فوز الكندية أليس مونرو كاتبة القصة القصيرة بجائزة نوبل للآداب وماذا يعني هذا الفوز بالنسبة لكتاب القصة القصيرة؟! حيث كان فوزها -بما أنها كاتبة قصة- لم يكن في الحسبان في ظل أمرين الأول: إن القصة القصيرة لم تعد تستهوي القراء والنقاد كثيراً، والأمر الآخر دخول كُتَّاب الرواية الكبار في هذه الجائزة من أمثال الكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو والكاتب التشيكي ميلان كونديرا والروائي المجري بيتر ناداش. أيضا دخول شعراء كبار من أمثال شاعر كوريا الجنوبية كو أون والشاعر والمغني الأمريكي بوب ديلان، وبالتالي فإن تحقيق الكاتبة أليس مونرو هذه الجائزة يعد نهضة تجديدية لهذا الفن وحافزاً كبيراً للعودة إلى قراءته ونقده وطباعة نتاجه. لقد اتخذت مونرو -كما قرأت عنها- الأنثى محوراً رئيساً في كثير من قصصها، يتميز قلمها بالوضوح والواقعية النفسية بأسلوب يجعلنا منجذبين لهذا الاسم من بين الأسماء القصصية الأخرى، إلى درجة أن بعض النقاد شبهها بالكاتب الروسي الراحل أنطون تشيخوف، وكاتبة شُبَّهت بكاتب مثل تشيخوف تستحق بأن تكون سيدة القصة الأدبية كما وصفتها لجنة الجائزة.