بغداد – مازن الشمري قوات الأمن فرَّقت المتظاهرين في بغداد.. وحالت دون بلوغهم «التحرير». فشل المتظاهرون في بغداد في الاحتشاد بساحة التحرير للمطالبة بإلغاء الرواتب التقاعدية المخصصة للبرلمانيين والرئاسات الثلاث، بينما نجحت اللجان التنسيقية في محافظات الجنوب في إطلاق تظاهراتها لنفس السبب وسط محافظات النجف وكربلاء وبابل والمثنى والديوانية والناصرية.ولاحظت «الشرق» أن المتظاهرين في بغداد، الذين وصلوا بصعوبة واضحة إلى ساحة التحرير، فوجئوا بقوات الأمن وهي تحمل الهراوات وتبدأ في تفريقهم وتطلب منهم عدم التجمع. وبعد مشادةٍ كلامية، سارعت قوات الأمن إلى اعتقال الناشطين جلال الشحماني وأحمد الشيخلي وعددٍ من المتظاهرين بذريعة عدم حصول التظاهرة على الإذن القانوني، كما طاردت المصورين ومراسلي القنوات الفضائية داخل الأزقَّة المحيطة بمنطقة ساحة التحرير. وكانت اللجنة التنسيقية للتظاهرات الرافضة للرواتب التقاعدية لأعضاء مجلس النواب والرئاسات الثلاث نظمت في ال 31 من شهر أغسطس الماضي مثل هذه الوقفات الاحتجاجية التي نجحت في المحافظات الجنوبية وفشلت في بغداد، وأصدرت وزارة الداخلية بياناً توضيحياً حينها وصفت مثل هذه التظاهرات بالفرصة التي يمكن استغلالها من قِبل الإرهابيين، فيما سارع مجلس الوزراء إلى تشكيل لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء، حسين الشهرستاني، لإصدار مسودة قانون للتقاعد الموحد لجميع موظفي الدولة، لكنَّ كثيراً من خبراء القانون الدستوري وصفوا هذه المسودة بأنها تحافظ على امتيازات أعضاء مجلس النواب والرئاسات الثلاث، كما رفضته اللجنتان القانونية والمالية لوجود ثغرات قانونية فيه، فأُرجِعَ إلى الحكومة لتعديل المسودة. في المقابل، انطلقت تظاهرات قادتها اللجنة التنسيقية في محافظات الجنوب، حيث تظاهر المئات من أهالي محافظة كربلاء أمس السبت للمطالبة بإلغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء مجلس النواب، وفيما هددوا بالاعتصام أمام المنطقة الخضراء في حال عدم تلبية مطالبهم، انتقدوا مسودة قانون الانتخابات البرلمانية. كما تظاهر أهالي محافظة النجف للمطالبة بإلغاء الرواتب التقاعدية، ودعوا إلى التعامل بجدية مع مطالب المتظاهرين وعدم «تسويفها». وتظاهر المئات من أهالي محافظة المثنى، وطالبوا بالدفاع عن الرواتب التقاعدية ل «طبقة الضعفاء»، وقال رئيس الهيئة التنسيقية للتظاهرة، طالب الزيادي، في تصريحٍ صحفي «إن هذه التظاهرة تعد فرصة ويجب على العراقيين اغتنامها للتعبير عن عدم الرضا وإرسال رسالة تحذير للسياسيين مفادها أن الشعب العراقي شعبٌ حي لا يمكن أن يستسلم ويقف مكتوف الأيدي». وفي الناصرية، تظاهر الآلاف من أبناء المدينة أمام مكتب مجلس النواب بمشاركة محافظ ذي قار، يحيى الناصري، وأعضاء من مجلس المحافظة. وقال القيادي في حركة «تصحيح»، طارق حربي، إن التظاهرة جرت بانسيابية عالية وبصورة سلمية دون تدخل سلبي من الشرطة، مؤكداً مشاركة محافظ ذي قار، يحيى الناصري، وعضو مجلس المحافظة شهيد الغالبي، في التظاهرة.كما انطلقت في مدينة الديوانية تظاهرة شارك فيها المئات للمطالبة بإلغاء الرواتب التقاعدية، وتوقفت التظاهرة عند بناية مكتب مجلس النواب في المدينة للتأكيد على تشكيل الرواتب التقاعدية عبئاً كبيراً على الميزانية العامة، كما طالبوا بكشف ملفات الفساد خاصة لدى المسؤولين الكبار وعدم التستر عليها.