وقعت المعارضة التونسية وحركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم «خارطة طريق» تنص خصوصا على تشكيل حكومة مستقلين لإخراج البلاد من أزمة سياسية حادة اندلعت إثر اغتيال المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو الفائت.وقالت مصادر صحفية إن رئيس حزب النهضة، راشد الغنوشي، وقع خارطة الطريق التي طرحتها المركزية النقابية القوية فيما وقع عن المعارضة رئيس حزب نداء تونس، الباجي قايد السبسي، والناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» اليسارية حمة الهمامي.وكانت حركة النهضة والمكونات السياسية المعارضة بدأت محادثات مهمة أمس السبت تستهدف تمهيد الطريق أمام تشكيل حكومة انتقالية وإنهاء الجمود السياسي في البلاد. وتشهد تونس أزمة منذ عدة أسابيع بعد اغتيال الزعيم المعارض، محمد البراهمي، وهو ما فجر احتجاجات وهدد مسار التحول الديموقراطي في البلاد. وبعد الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في احتجاجات حاشدة عام 2011 أدت الخلافات بشأن الدور السياسي الذي يجب أن يلعبه التيار الديني في تونس إلى انقسامات حادة. وطالب الإسلاميون الذين تعرضوا للقمع أثناء حكم بن علي بدور أكبر للدين في الحياة العامة، ويخشى منتقدون من أن حزب النهضة يريد فرض رؤية صارمة تطغى على مناهج التعليم الليبرالي وحقوق المرأة. وكان مسار الديمقراطية في تونس سلمياً بصورة نسبية مقارنة مع مصر حيث تم عزل الرئيس محمد مرسي وليبيا التي ما زالت الميليشيات تسيطر على أجزاء منها. وتفجرت الاضطرابات في يوليو الماضي بعد مقتل زعيم معارض آخر وهو ثاني قيادي يتعرض للاغتيال على أيدي متشددين هذا العام، واتهمت أحزاب المعارضة حزب النهضة بالتهاون مع ممارسات المتشددين وطالبت باستقالته.