رغبت «الشرق» في فنجان قهوة، تشربه في مدينة صفوى بمحافظة القطيف، وليس أمامها غير المقهى الوحيد المخصص للعائلات في المدينة، لكنها اكتشفت أن الوضع قد تغير فيه، وباب العائلات مغلق، ليصبح المكان الوحيد المخصص للجلوس ذا زجاج شفاف، ولا يسمح بالخصوصية إلا عبر حواجز بسيطة، قد توضع لمن يود الجلوس مع عائلته، ورغم ذلك فالمقهى كان يصفر من الناس سواء النساء أو الرجال أو الأطفال، مع أن اليوم الذي حلت في «الشرق» كان آخر يوم للاختبارات الدراسية لطلاب المدارس، وأحد أيام إجازة طلاب الجامعات. وانتقلت «الشرق» للمطعم المجاور، ليس جوعاً، وإنما لتكتشف عدد رواده، وكانوا قليلين، رغم أنهم غير مقتنعين بمستوى خدماته التي يقدمها. ويفضل سكان المدينة المطاعم على المقهى الوحيد، لأنه لا يشبع رغباتهم وهو دون المستوى، على حد تعبيرهم. ويبلغ عدد المطاعم التي تحوي قسماً مخصصاً للعائلات في المدينة ثلاثة مطاعم فقط، فيما يبلغ عدد سكان المدينة 51 ألف نسمة، حسبما أفاد إبراهيم التاروتي، المسؤول عن جمعية الصفا الخيرية.وتقول فاطمة أحمد «إذا قررنا الجلوس في أحد المقاهي دائماً ما نضطر لقطع مسافات طويلة للمناطق المجاورة كرأس تنورة والقطيف. ومع أن المقاهي تبتعد عن فتيات صفوى الكثير، فهن لا يترددن في ارتياد المقاهي المجاورة»، وتقول سعاد أحمد «نذهب كل يوم إلى أحد المقاهي في المناطق المجاورة، فبعد ضغط العمل نحاول دائماً أن نحصل على قسط من الراحة». والمثير لإعجابهن أنهن يشاهدن في كل يوم، مجموعات تزور المقهى بشكل يومي كما يفعلن.واشتكت النساء اللاتي التقتهن «الشرق» من فقر المدينة لملاهي الأطفال والأماكن الترفيهية والمجمعات التجارية، وطالبن البلدية بأن تزيد وتحسن مستوى الخدمات في المنطقة.