بندر عبدالعزيز السيحاني يستحق صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء وزير الحرس الوطني، من خلال الخبرات التي استمدها من سيرته العسكرية ونهله من مدرسة خادم الحرمين الشريفين شتى صنوف المعارف، أن يكون رجل دولة ودولة في رجل، وأن يعتلي هرم وزارة الحرس الوطني ويتولى قيادة جهاز الحرس الوطني كجهاز أمني حساس له دور كبير وملموس في حماية أمن الوطن والمواطن، في خطوة مهمة وصائبة لمواصلة تقديم الحرس الوطني لرسالته النبيلة. وقد جاء الأمر الملكي الكريم بتحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة باسم وزارة الحرس الوطني وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزيراً لها من القرارات الملكية المهمة في تاريخ المملكة؛ لما لهذا القرار الكريم من أثر كبير في نهضة الوطن وخدمة المواطن. ولاشك أن هذه المؤسسة القريبة من قلب الوالد والقائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحبه لهذا الجهاز الذي ترجمه بتعيين الابن البار لهذه المؤسسة العريقة وخريج مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز، وبذلك فإننا على ثقة تامة بأن نرى وزارة حضارية قبل أن تكون عسكرية لتقدم الخدمة والرعاية للمواطن، وتكون درعاً وحصناً منيعاً لهذا الوطن أمام أطماع كل من توسوس له نفسه المساس بأمن البلاد والعباد. إن سموه الرجل المناسب في المكان المناسب بما يتميز به من رؤية ثاقبة وخبرة عريقة في هذا القطاع الحيوي المهم، وإن تعيين سموه وتحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة يعدان نقلة نوعية في هذه المؤسسة العريقة التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- منذ نشأتها الأولى حتى تحويلها إلى وزارة تحمل أسمى آيات الرقي والحضارة، وكان -حفظه الله- على مدى أكثر من نصف قرن قد أعطى هذا الجهاز كل جهده وفكره، وسجل هذا الجهاز إنجازات عظيمة وعطاءات ممتدة عبر تاريخ هذا الوطن الشامخ، فشهد هذا القطاع بفضل ذلك الجهد من خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية تطوراً ملحوظاً في خدماته العسكرية والأمنية والصحية والتعليمية وكذلك الثقافية والعمرانية. دون شك؛ فإن وزارة الحرس ترتقي من قواعد صلبة وتاريخ عريق لتصل إلى مستقبل مشرق ومنير، وسوف تسهم إسهامات رائعة ومتميزة؛ لخدمة هذا الوطن ومواطنيه سواء تعليمياً أو صحياً. والمتتبع للتاريخ السعودي يلحظ الدور الكبير والحيوي والمكانة المهمة لجهاز الحرس الوطني في حفظ أمن البلاد منذ توحيد البلاد على يد مؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز، وأهمية مثل ذلك الجهاز العسكري للوطن في مساندة الأجهزة الأمنية الأخرى خلال الأزمات والحروب ومواجهة التحديات ومواكبة الأزمات التي يشهدها العالم من أجل الحفاظ على أمن الوطن والمواطن بإذن الله. ويعود الفضل بعد الله في تطور الحرس الوطني ووصوله إلى هذه المكانة المتميزة إلى قائد الحرس الوطني الأول وباني نهضته الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي أضاف إلى مهام الحرس الوطني الحربية والأمنية مهامَّ ثقافية واجتماعية، أبرزها مبادرة الحرس الوطني قبل أكثر من عقدين من الزمن؛ لتنفيذ واحدة من أهم واجبات القطاعات العسكرية في السلم وهي إقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وحفاظ الحرس الوطني على الموروث وتشجيع كثير من القيم والعادات والتقاليد الوطنية العريقة في أصالتها.