أكدت آخر الدراسات التي نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية الإكلينيكية (السريرية) أن الأطفال الذين يعتمدون في غذائهم على الرضاعة الطبيعية لفترة كافية ولا يكثرون من تناول المشروبات الغازية والعصائر الغنية بالسكريات أقل عرضة من أقرانهم في خطر الإصابة بالسمنة والبدانة. حيث عنيت هذه الدراسة بالبحث في الآثار الإيجابية المترتبة على الرضاعة الطبيعية ومخاطر الإكثار من تناول المشروبات الغنية بالسكريات، مثل العصائر والمياه الغازية التي يتناولها الأطفال خلال السنوات الأولى من حياتهم التي يمتد أثرها إلى مرحلة البلوغ وما بعد البلوغ. كما تؤكد الدراسات والأبحاث العلمية في مجال التغذية أن للرضاعة الطبيعية منذ الولادة التأثير الإيجابى على صحة ولياقة الطفل في مرحلة الطفولة حتى بلوغه، ويقصد العلماء وخبراء التغذية بالرضاعة الطبيعية ما يتناوله الطفل من حليب الأم في الأشهر الأولى من حياته ولفترة أقصاها عام أي 12 شهراً، ويعدّ الحليب في علم التغذية من الأغذية الضرورية والأساسية للطفل، حيث يحتوي على المقادير والكميات اللازمة من المياه والأملاح المعدنية والحديد والفيتامينات والمواد السكرية، التي تشكل الغذاء الكامل للنمو الطبيعي والحماية والوقاية من الأمراض، ومن فوائد الرضاعة الطبيعية أيضاً حماية الطفل من مخاطر العدوى من مختلف الأمراض، بالإضافة إلى تأثيرها على المهارات الدماغية وشعور الطفل بالدفء العاطفي الذي يحصل عليه في حضن أمه أثناء الرضاعة، وأثره الإيجابي على نمو الطفل نفسياً وعقلياً. وقال صاحب هذه الدراسة ديفيز وهو أستاذ في جامعة جنوب كاليفورنيا، إن كثيراً من الأمهات يعطين أطفالهن الصغار المشروبات المحلاة إلى جانب الرضاعة الطبيعية، ولا يدركن الآثار السلبية المترتبة على ذلك، وقد أجرى ديفيز وزملاؤه مقارنة بين مجموعة الأطفال الذين اعتمدوا فقط على الرضاعة الطبيعية طوال السنة الأولى من حياتهم من دون شرب المشروبات الغنية بالسكريات، مع مجموعة الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لفترات أقصر أو ربما لم يحصلوا على الرضاعة الطبيعية مطلقاً، واعتمدوا فقط على تناول المشروبات السكرية. ومن خلال المقابلات الهاتفية واستخدام سجلات الطول والوزن أفاد الباحثون أن 15% من ألف و480 هم مجموعة أطفال الدراسة اتسموا بالبدانة و27% اتسموا بالسمنة المفرطة، كما وجد الباحثون أن 55% من مجموعة أطفال الدراسة وعددهم ألف و480 طفلاً الذين اعتمدوا فقط على الرضاعة الطبيعية في السنة الأولى على الأقل من حياتهم، أقل عرضة للسمنة من الأطفال الذين لا يرضعون طبيعياً، كما أن 70% من مجموعة الأطفال الذين لم يتناولوا المشروبات السكرية سواء إلى جانب الرضاعة الطبيعية هم أقل عرضة للبدانة من أولئك الذين يشربون المشروبات المحلاة. وقد عكف الباحثون على تبيان مدى الارتباط بين الرضاعة الطبيعية، والمشروبات السكرية ليكتشفوا أن 60% من الأطفال عند عمر سنة أو أكثر من الرضاعة الطبيعية مع عدم تناول المشروبات المحلاة، أقل عرضة للسمنة من أقرانهم ممن تناولوا المشروبات والعصائر المحلاة خلال هذه الفترة العمرية مع عدم الرضاعة الطبيعية.