اقترب مني صديقي أنس المغربي في مدينة الجديدة حيث وضعت عصا الترحال على شاطئ الأطلنطي؛ فهمس في أذني باللغة الألمانية على تردد؟ قال عفوا أنا فقط أنقل ما قالوه لي، لقد سألني هؤلاء المساخيط هكذا يسمي المغاربة شياطين الإنس هل يستطيع ربك أن يخلق ربا أقوى منه؟ قال أين ما أجبت عجزت؟ قلت له لا تقلق يا عزيزي فحين كنت في الجامعة في كلية الطب جاءني زميل لي في الكلية أذكره جيدا، كان قصير القامة فلسطينيا منتفخ البدن، فسألني ضاحكا من قوة سؤاله بزعمه، ظنا منه أنه سوف يسقطني بالضربة القاضية؟ قال هل يستطيع ربك أن يخلق حجرا لا يستطيع حمله؟ إن أجبت نعم كان خطأ وأن قلت لا لم يبق ربا خالقا؟ أيا كان الجواب فهو خطأ. نحن هنا باستعراضنا ما يقوله شياطين الأنس هؤلاء نسلِّح شبابنا بالطريقة القرآنية (لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون). هذه الإشكاليات تمر على الشباب عموما، ويجب الإجابة عليها، ومفتاحها سهل. أذكر عن سقراط أنه كان يوما مع تلاميذه؛ فقلب حجرا على وجهه، ونظفه جيدا، فعل ذلك في خفية عنهم، ثم قال للتلاميذ: المسوا هذا الحجر إنه بارد أليس كذلك؟ كيف تفسرون برودته؟ وهو تحت أشعة الشمس في هذا اليوم المشمس؟ بدأ الطلبة يفكرون في أشكال شتى من الإجابة وهو يتأملهم بابتسامة، حتى إذا عجزوا قال الأمر بسيط لأن السؤال غلط والحجر أنا من قلبته وبردته؛ كما هو الحال في سؤال الألمان لصديقي المغربي، أو زميلي من كلية الطب عدنان قلق عن رب يخلق حجارة يعجز عن حملها فلا هو رب ولا هو خالق. كذلك الحال مع الرب الذي يعجز عن خلق من هو أقدر منه فلا هو برب ولا هو بقادر. إننا حين نقول خالق كل شيء أعطيناه اللانهاية وكل نهاية تبقى رقما يتحول إلى صفر تجاه اللانهاية. علينا إذن أن نفكك أي سؤال لمعرفة تركيبه هل بني خطأ؟ وبالتالي فكل جواب عليه يسقط في حفرة الخطأ. السؤال بالأصل غلط فإذا أعيدت صياغته يصبح أن الرب القادر على كل شيء لا يعجزه شيء. وأن الرب الذي يخلق من هو أقوى منه لا يبقى ربا قادرا مريدا قادرا على كل شيء. ورطة السؤال هي بداية المشكلة فانتبهوا؟