قبل الحديث عن موضوع «قيادة المرأة للسيارة» لا بد أن أورد معلومة أراها مهمة, وهي أنني من مجتمع ريفي بسيط ما زال يرى أن الخوض في هذا الموضوع ترفٌ يُشبه حديث مُسن عن ارتباط الريال بالدولار وهل يعتبر ذلك عائقاً أمام رفع استحقاق الضمان الاجتماعي؟! بالنسبة لي كمحايد أحترم رأي من يمانع ومن يطالب، وبالنسبة لي شخصياً فأي من نساء عائلتي لن تقود السيارة متى ماسُمح لها بذلك، لسبب بسيط، وهو أن «المَحرم» والشقيق الأكبر أبو «شنب» لم يستطع حتى الآن أن يتخلّص من علاقته ب«الكدادين»، فالمشكلة ليس بالسماح «بالقيادة». إنما المشكلة في عدم وجود «السيارة» ،لذا فلتبق أحلامنا بالجُب لو مؤقتاً! بعد هذه الاعترافات بالتأكيد لا أحد ينتظر مني التنظير عن هذا الموضوع «النخبوي، لكن اللافت هو بعض تبريرات المعارضين التي (تبي تكحلها فتعميها)، وآخرها ماقاله الشيخ صالح بن سعد اللحيدان حيث حاول أن يُبطل كلام الخصوم برد متناقض ومرتبك، فيقول: (من أطلقن الحملة استندن إلى ركوب الصحابيات الدواب وغيرها، ونذكر أن الصحابيات وكبرى التابعيات ما كنّ يركبن الخيول والدواب بمفردهن، بل ثبت في الصحيح أنهن كن يركبن الخيل والإبل مع محرم، وذلك أثناء ذهابهن للتبضع أو الاستطراء أو السفر، ولم يثبت في حديث صحيح أن المرأة استقلت خيلاً أو إبلاً من غير ضرورة). فالشيخ هُنا ربط القيادة بالمحرم، ولم ينكر صحّة القياس، فالصحابيات لم يركبن الدواب بمفردهن، هل يعني أن القيادة بذاتها مقبولة، والعلة فقط بعدم وجود محرم؟ معنى ذلك أن قيادة المرأة بأبيها المُسن أو زوجها المُقعد جائزة، والسبب الآخر الذي ذكره الشيخ (الضرورة) وهذه أيضاً (سهلة) لأن الرجال لايُقدمون على المجازفة بقيادة السيارة في شوارعنا اللطيفة إلا للضرورة! الشيخ أردف بمعلومة أُخرى نّصها: «إلى جانب أن المرأة إذا قادت السيارة لغير الضرورة – كما تقدم – قد يؤثر ذلك عكسياً على الناحية الفسيولوجية؛ فإن علم الطب الوظيفي الفسيولوجي قد درس هذه الناحية بأنه يؤثر تلقائياً على المبايض، ويؤثر على دفع الحوض إلى أعلى؛ لذلك نجد غالب اللاتي يقدن السيارات بشكل مستمر يأتي أطفالهن مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي المتفاوت لدرجات عدة». أنا بصراحة لم أفهم نقطتين الأولى قوله (إذا قادت لغير الضرورة) فهل يعني ذلك أنها إذا قادت للضرورة لا يؤثر عكسياً على المبايض كمايقول، الأمر الآخر أن غالب اللاتي يقدن السيارة يأتي أطفالهن مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي، وماذا عمن تركب السيارة لمسافة 300 كيلومتر يومياً وهي «لاتقود»، أم أن العلة بتصميم «مقعد السائق» بصفته مصمماً للرجال! على كل حال كما أسلفت نحن البسطاء نتابع الموضوع كنوع من التسلية لهذا –والكلام للمؤيدين والمعارضين- حاولوا أن تكون تبريراتكم منطقية لنحترم قضيتكم.. إن كان يهمكم ذلك!