في الأساس فإن سيطرة الإخوان المسلمين على قطاع غزة من خلال حماس هو قرار مصري اتخذته قيادة الإخوان العالمية المقيمة في مصر ودعمته بالمال والسلاح وجيّشت له الدعم الشعبي والإعلامي والسياسي من تركيا إلى سوريا وإيران وصولا إلى ماليزيا ومرورا بالسودان. السلطة الفلسطينية تؤكد عجزها كل يوم عن حل مشكلة غزة وسيطرة حماس عليها. ولذلك لعلها أمام فرصة تاريخية اليوم لقلع شوكة حماس من الجسد الفلسطيني من خلال الاستعانة بدور مصر الثورة التي تسعى حماس لدعم من ينخر في عظمها أي الجناح المسلح للإخوان المسلمين في مصر. دخول الجيش المصري إلى قطاع غزة سيلقى ترحيبا من الأهالي الذين يعانون تحت سيطرة حماس أكثر من معاناتهم تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي حسب كثير من الشهادات الشعبية الصريحة. السؤال هنا، هل تتجرأ السلطة الفلسطينية وتتقدم بطلب صريح يحفظ سيادتها من خلال تدخل عربي مصري في حل قضية الانقسام والانقلاب والتدخل الفلسطيني في دعم إخوان مصر عسكريا من خلال القوى التي تختطف قطاع غزة وترهنه بيد التنظيم الدولي للإخوان. الوضع الفلسطيني لم يعد يحتمل عجزا من قادة السلطة أكثر من ذلك ولم يعد يتحمل تلاعب الإخوان بمصير هذا الشعب وهذه القضية أكثر من ذلك، ولعلها اليوم فرصة ذهبية بعد كشف المخابرات المصرية عن دور حماس المشبوه في أحداث سيناء أن يتم التحرك عربيا وفلسطينيا في خطوة ستكون لها نتائج باهرة لصالح القضية الفلسطينية أولا ثم مصر ثم الوطن العربي.