قال الشاعر محمود رضوان إن ديوانه «إيجار جديد» الذي صدر مؤخراً تأخر ثلاث سنوات عن موعد طرحه، مرجعاً ذلك إلى ظروف خارجة عن إرادته، إذ كان من المقرر طرحه تحت عنوان «غوايش كرملة» في يناير 2011، ولكن حدث أن تعثرت دار النشر في إصداره نتيجة لمرض صاحبها، «وهو موقف إنساني، بالطبع كان يجب تقديره وتجاوزه»، حسب قوله. محمود رضوان وأشار رضوان إلى أن الديوان يشمل صوراً متنوعة من تفاصيل الحياة المصرية في السنوات العشر الأخيرة، وأنه في البداية كان يرصد حالة التراخي والسلبية التي كان عليها المجتمع المصري قبل الثورة والانتفاض والخروج الكبير، مشيراً إلى أنه أضاف للديوان أكثر من قصيدة كما حذف منه كثيراً أيضاً، وقال إنه كان أول شاعر تجاوب مع حادثة خالد سعيد التي مازالت ملتبسة حتى الآن على الرأي العام؛ حيث قدمها بتفاصيل إنسانية أكثر من مجرد رصدها فقط في قصيدة «ورق جرايد» التي تشمل حواراً بين خالد سعيد ووالدته يشتكي فيه من صورته التي نشرت في الصحف وتداولها الناس عبر مواقع التوصل الاجتماعي على الإنترنت. غلاف الديوان وأوضح رضوان أن هذه القصيدة هي القصيدة الثالثة التي رصدت وتنبأت بالثورة، وقال إنه التقى الأديب الكبير بهاء طاهر في بداية الثورة واستمع إلى نصيحته بعدم الكتابة المباشرة عن الثورة، وقد صدقت نصيحته إذ إن الثورة مازالت مستمرة، كما تغيرت بعض المواقف إلى النقيض تماماً، مبيناً أن رصد الشاعر الثورة لا يجب أن ينبني على مواقف شخصية أو توجهات أيديولوجية، وأن التحيز الإنساني هو فقط الأبقى والأهم، وقد بدا ذلك واضحاً في قصيدة «مظاهرة» التي كتبت قبل الثورة بأكثر من ثلاث سنوات، مؤكداً أن الشاعر يصنع الثورة ولا يعلق عليها .. وقال إن القصائد القصيرة التي تسمى الآن «القصيدة التويتة» على حد تعبيره، لن تعيش كثيراً، وإنها فقط انتشرت في السنوات الأخيرة لأنها تناسب العصر وتقنياته الحديثة، مؤكداً أنها تفتقد إلى روح الشعر، في حين أنها تتميز بأنها تبرز حرفية الشاعر وقدرته على التكثيف.. وأضاف الشاعر إن القصائد الرومانسية في الديوان موجودة وبكثرة وعن قصد، حيث تعمد عدد كبير من الشعراء في الفترة الأخيرة التوجه السياسي واستعراض مفردات سياسية نتجت عن الموقف الراهن، إلا أنه كما يقول: «أردت أن يكون الديوان رومانسياً أكثر من اللازم وستجد ذلك في مجموعة «كبرنا على الحنين»، «ياللي عنيكي زرقة» و»قبل الوصول» و»العربية الزرقة» و»زرار البلوزة» وقصيدة «بداية» و»إيجار جديد». وقال رضوان إن رائحة التراث والثقافات الخاصة ممثلة أيضاً في الديوان في قصائد «غوايش كرملة» و«الشطة» و«اللي رجع م الحرب» و «جري الصبا» و«القصيدة المسروقة» و«قلبك قبل باب الدار» كونها تعبر عن جانب أساسي في شخصيته الشعرية ودراسته واهتمامه بالجانب الأنثروبولوجي في الشخصية المصرية. ونوه رضوان إلى أن هناك مجموعة من القصائد لها مكانة خاصة لديه مثل قصيدة «جميلة» التي كتبها لابنته جميلة، وقصيدة «في حفلة منير» بالإضافة لقصيدة «رحيل» التي أهداها إلى عدد كبير، من بينهم الإعلامي المحترم مجدي مهنا، وقصيدة أخرى بعنوان «سزيف».