نقل ماجد من مستشفى الدمام المركزي بسيارة الإسعاف (تصوير: أمين الرحمن) الدمام – سحر أبوشاهين قال الموت كلمته صباح أمس، منهياً حياة ماجد الدوسري في غرفة العناية المركزة بمستشفى الدمام المركزي، المنوم فيه منذ عامين إثر إصابته بالتهاب رئوي بدأ معه منذ يوم الجمعة الماضي، وقبل أيام من موعد نقله إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية هو وشقيقته رنا، لعلاجهما من فرط السمنة. وقال مصدر مطلع على الوضع الصحي لماجد ل «الشرق»، إن التهاباً رئوياً شُخص لدى ماجد يوم الجمعة الماضي، ولم يكن وضعه الصحي حينها يستلزم نقله للعناية المركزة وأُعطي مضادات للالتهاب، غير أن وضعه الصحي أخذ بالتدهور وتقرر نقله للعناية المركزة الأحد الماضي، حيث تسبب انخفاض كفاءة عمل الرئة لديه في زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون ونقصان نسبة الأوكسجين كون الرئة لا تعمل بالكفاءة المطلوبة، وعلى إثر ذلك تم نقله لغرفة العناية المركزة حيث وافته المنية صباح أمس (الثلاثاء). وأشار إلى أن السمنة المفرطة التي يعاني منها ماجد كانت السبب الرئيس وراء ارتفاع نسبة الخطورة لديه، وانخفاض مناعته ومقاومته للأمراض. وكانت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أصدرت بياناً على لسان متحدثها خالد العصيمي، ذكرت فيه، أن (ماجد الدوسري) المنوم في قسم العناية المركزة في مجمع الدمام الطبي انتقل إلى رحمة الله صباح أمس. وبينت أن ماجد كان يُعالج من السمنة المفرطة واضطرابات الغدد الصماء، ويعاني من نوبات متكررة من هبوط مستوى الأوكسجين في الدم، وتم نقله مؤخراً إلى قسم العناية المركزة لإصابته بالتهاب رئوي حاد ولم يستجب للعلاجات الطبية المتبعة، حيث ساءت حالته وحدث توقف للقلب والجهاز التنفسي مع اشتباه حدوث جلطه رئوية مما أدى لوفاته صباح أمس (الثلاثاء). وأوضحت أن المريض كان يخضع لبرنامج تأهيلي مكثف لخفض السمنة المفرطة، حيث بلغ وزنه (380) كيلو جراماً، وذلك حسب الخطة الموصى بها من الفريق الطبي الذي تم استدعاؤه من أحد المراكز المتخصصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتقييم الحالة وتهيئتها للنقل لاحقاً لإكمال العلاج لديهم، تنفيذاً لتوجيهات المقام السامي بعد تعذر نقله بالإخلاء الطبي في وضعه الحالي. «ماجد» إلى رحمة الله.. واتهامات ل «الصحة» و«مركزي الدمام» بالتقاعس الدمام – سحر أبوشاهين أسدلت وفاة ماجد الدوسري المصاب بفرط السمنة صباح أمس إثر إصابته بالتهاب رئوي الستار على فصول قصة واقعية استمرت عامين، منذ نقله وشقيقته رنا لمستشفى الدمام المركزي من منزلهما في مدينة رحيمة لمعاناتهما من السمنة المفرطة في أغسطس 2011م حتى صدور أمر ملكي بعلاجهما في شهر 11/2012م، إلى معاناتهما من تعذر النقل لعدم توفر طائرة إخلاء طبي حتى تكفل أمير الشرقية الأمير سعود بن نايف بنقلهما، وحتى صدور أمر ملكي باستقدام فريق علاجي لتقرير أفضل خطة علاجية قبل نقلهما للعلاج في أمريكا وإلى إصابة ماجد بالالتهاب الرئوي ووفاته. التأخر 10 أشهر وحمّل عضو الفريق التطوعي المساند لماجد ورنا إبراهيم محمد القحطاني، وزارة الصحة مسؤولية تأخير علاج ماجد ورنا، وتأخير تنفيذ الأمر الملكي لأكثر من عشرة أشهر، والتذرع بعدم توفر طائرة إخلاء طبي لنقلهما، وتجاهل موافقة مستشفى كليفلاند على استقبالهما، وتم استبداله بمستشفى آخر في نيويورك الذي وافق على استقبال رنا وأعلن جاهزيتها للعلاج، وأجل علاج ماجد لحين تخفيض وزنه 70 كجم، ولم يكن قد ذكر ضرورة تخفيض هذا المقدار من الوزن لدى زيارته لماجد ورنا في المستشفى، إضافة إلى عدم الالتزام بتعليمات الفريق الطبي الذي تم استقدامه بإرسال تقارير أسبوعية دورية، وأيضاً عدم البحث في الأسباب التي نجم عنها عدم قدرته على الصيام لنقص نسبة الأوكسجين في الدم والانخفاض الحاد في نسبة السكر، والجفاف المستمر. كما حمل، الكادر الطبي المشرف على حالة ماجد في مستشفى الدمام المركزي مسؤولية تأخر نقله للعناية المركزة رغم أن صحته أخذت تتدهور منذ مساء الخميس، وازدادت يومي الجمعة والسبت الماضيين، مبينا أن الاستشاري المشرف على حالته كان غير موجود خلال العطلة الأسبوعية. وأضاف القحطاني أنه طلب من الاختصاصيين التنفسيين المناوبين خلال عطلة نهاية الأسبوع نقله للعناية المركزة، غير أنهم انتظروا عودة الاستشاري حتى يوم الأحد؛ حيث قرر نقله للعناية المركزة ولكن بعد أن كان ماجد قد دخل في مرحلة حرجة. وتابع «اجتمعت يوم الأحد الماضي مع رئيس الهيئة الطبية في الشرقية الدكتور محمد الحارثي؛ حيث أبلغني أن المركز المتخصص لعلاج السمنة في أمريكا أعلن جاهزيته لاستقبال رنا وتأجيل استقبال ماجد ونقله لحين يخفض من وزنه 70 كجم، وخلال جلوسي مع الدكتور الحارثي اتصل بمجمع الدمام الطبي وذكّرهم بضرورة تسليم تقرير عن الوضع الصحي لماجد كان قد طلبه منهم قبل عشرة أيام ولم يُرسل له، كما طلب بيانات الاستشاري المعالج لماجد ورنا». وبين إبراهيم أن صدمة رنا بوفاة شقيقها كانت كبيرة جدا نظرا لتعلقها الشديد به، حتى أنها فضلته على نفسها حين رفضت كل العروض بعلاجها قبله كون حالتها تسمح بإجراء العملية الجراحية، وأحاط فريق من الممرضات والاختصاصيات الاجتماعيات بها لمحاولة تهدئتها ومواساتها. وحاولت «الشرق» لقاء رنا في مستشفى الدمام المركزي، إلا أن ذلك تعذر نسبة لمغادرتها إلى منزلها في رحيمة لحضور العزاء، بحسب ما ذكرت مصادر في المستشفى. وضع نفسي جيد وقال رئيس الفريق التطوعي يوسف الملا، إن الوضع النفسي لماجد كان جيداً أمس خلال وجوده في غرفة العناية المركزة، لكنه لم يكن قادرا على نزع قناع الأوكسجين؛ حيث كانت نسبة الأوكسجين تنخفض في دمه مباشرة إلى درجة كبيرة وتصل حتى 40% وهو معدل خطير، مضيفاً أن والدة ماجد توفيت كذلك بالتهاب رئوي. أداء صلاة الجنازة على الفقيد (تصوير: محمد رفاعي) الدمام تُشيِّع ماجد إلى مثواه الأخير الدمام – محمد خياط شيع العشرات من المواطنين أمس، ماجد الدوسري إلى مثواه الأخير في مقبرة غرب مدينة الدمام. وكان ماجد قد نُقل بعد صلاة ظهر أمس، بواسطة سيارة إسعاف خاصة وفرها المستشفى، إلى جامع فيصل بن تركي، حيث تم تغسيله وتجهيزه، وتمت الاستعانة بفرقة من الدفاع المدني لحمله. مشاهدات من الدفن * شارك عدد من أفراد الدفاع المدني في التشييع، وكذلك عدد من الآليات في الدفن. * تعاون حوالي 16 شخصاً في نقل جثمان ماجد ووضعه في القبر. * تم حفر قبر خاص لماجد يتسع له. * طالب المشيعون بضرورة المسارعة في علاج شقيقة الفقيد «رنا». * أدى عدد من المواطنين الذين فاتتهم صلاة الجنازة في الجامع، الصلاة على الفقيد في المقبرة. * ألقى عدد من المشيعين باللائمة على وزارة الصحة في تأخر علاج الفقيد. * صحح بعض المشيعين معلومة لعدد من المواطنين الذين ظنوا أن الفقيد وشقيقته في خارج المملكة لتلقي العلاج. الغامدي ل الشرق: رنا رفضت نقلها إلى أمريكا لإجراء العملية دون شقيقها الدمام الشرق رنا إلى جوار شقيقها ماجد (الشرق) كشف استشاري الجراحة والمشرف على الوضع الصحي لماجد ورنا في مستشفى الدمام المركزي الدكتور أحمد الغامدي ل «الشرق»، عن أن الهيئة الصحية في المنطقة الشرقية أبلغتهم قبل يومين بأن المركز الأمريكي المتخصص في علاج السمنة الذي سبق أن أرسل فريقاً من استشاريَيْن اثنين لفحص ماجد ورنا وتقرير الخطة العلاجية المسبقة لنقلهما لأمريكا استناداً للأمر الملكي، أبلغها بأن رنا جاهزة لنقلها لأمريكا لإجراء العملية إذا وافقت، أما شقيقها ماجد فلا يمكن نقله قبل أن يخسر سبعين كجم من وزنه، مبيناً أن رنا رفضت بشكل قاطع نقلها دون شقيقها. عشرات من المواطنين يستعدون لإدخال جثة ماجد إلى مثواه الأخير في المقبرة غرب مدينة الدمام. (تصوير: محمد رفاعي)