أكد أستاذ جراحة العيون بطب قصر العيني الدكتور محمود سليمان ل «الشرق «” أنه استقال من صندوق رعاية المصابين وأسر شهداء الثورة المصرية بعد أن أصابه المجلس العسكري بالشلل الكامل، رغم أن الصندوق بدأ قوياً، ووضع دراسات لعلاج المصابين، وإعادة تأهيلهم نفسياً ومهنياً لينخرطوا في المجتمع مرة أخرى، ولكن وجدت الصندوق فجأة انحرف عن مساره الذي رُسم له. وقال الدكتور محمود سليمان “بعد استقالتي قررت وزملاء في قصر العيني وبمساعدة جمعيات أهلية عمل قاعدة بيانات لكل مصابي العيون منذ بداية الثورة وحتى انتهاء الأحداث، ووصل عددهم 1500 مصاب منهم 1200 إصابة بالخرطوش في الأحداث التي وقعت منذ 25 يناير وحتى 31 يناير، وفي الأحداث هذا العام 300 شخص أصيبوا في إطلاق خرطوش عليهم في الرأس بمستوى العيون، لإحداث أكبر قدر من الإصابة، وأحد الأشخاص ضربوه ب ثلاثين خرطوشا في الرأس”. الحوادث الأخيرة إصاباتها أكثر من بداية الثورة وجميع مستشفيات مصر حولت المصابين إلى مستشفى قصر العيني، وفي ليلة واحدة أجرينا عمليات جراحية لأكثر من 200 مصاب، وارتبكنا لأن العاملين في المستشفى لم يتعودوا على هذا العدد، لكن مع الأحداث الأخيرة كان الأداء أفضل واستعددانا كان جيدا لاستقبال أي أعداد، وأخذت منظمات المجتمع المدني بعض المصابين إلى مستشفيات خاصة، وأسجل أن الجمعيات الأهلية قامت بدور رائع منذ 28 يناير، واستطاع عدد من المصابين أن يسافر من خلالهم إلى السويد والنمسا وباريس والنرويج عن طريق السفارات للعلاج”. ووصف الدكتور محمود سليمان “إصابات العيون في حوادث محمد محمود بأنها أشد من يوم 28 يناير، حيث أطلق الأمن خرطوشا كبيرا جداً وهو عبارة عن رصاص مغطي بطبقة من البلاستيك مدور لو انطلق من مسافة قصيرة يخترق، وهو ما يطلق عليه رصاص مطاطي ويحدث إصابات كبيرة في العين، وهو نفس الخرطوش الذي أطلقه نظام الرئيس الراحل أنور السادات يومي 18 و19 يناير 1977، بعد انتفاضة غلاء الأسعار التي أطلق عليها الراحل انتفاضة الحرامية”. حملة “كاذبون” الثوار ليسوا بلطجية وأكد الدكتور سليمان “أن رجال أمن الدولة كانوا يوقفون المصابين وهم في طريقهم إلى المستشفيات، ويضعونهم في سيارات شرطة، لذلك هناك أكثر من ألف مصاب مفقود لا نعرف عنهم شيئاً”. وأضاف “أن المصابين أصدقائي وهم من جميع أطياف المجتمع وليسوا بلطجية كما يدعي الإعلام الحكومي ومن في ركابهم ،وهؤلاء حاربوا والحرب بين الحق والباطل، ودارت عجلة التغيير ولا تراجع ولن تعود وسيحصل كل شهيد ومصاب على حقه، لن يسمح بامتهان الإنسان مرة أخرى على أرض مصر”.