شارك آلافٌ من أنصار الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، في مسيرات محدودة في القاهرة ومناطق أخرى في تلبية ضعيفة لدعوة ائتلاف الإسلاميين للتظاهر بعد أسبوع من إلقاء الأمن القبض على عدد من قيادات الإخوان أبرزهم المرشد العام محمد بديع. وفيما بدا أن الحياة في مصر ستعود إلى طبيعتها، فشلت بدرجة كبيرة المظاهرات التي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين في «جمعة الشهداء» في أن تتبلور احتجاجا على الحملة الأمنية التي تشنها السلطات على أنصار محمد مرسي. وكانت جماعة الإخوان التي تلاحقها الحكومة الجديدة المدعومة من الجيش دعت لتنظيم مسيرات من 28 مسجدا بعد صلاة الجمعة في القاهرة في اختبار لقدرة قواعدها الشعبية على الصمود. وعزّز الجيش المصري انتشاره في معظم الميادين الرئيسة بالقاهرة، ودفع بآليات عسكرية أغلقت الطرق الرئيسة لميدان التحرير ومسجد مصطفى محمود ومديرية أمن الجيزة، لكن الأمن لم يوجد في محيط التظاهرات. وبعيد انتهاء صلاة الجمعة، بدأت مجموعات من مؤيدي الرئيس الذي عزله الجيش في يوليو مسيرات من عدة مساجد في القاهرة، يشارك في ثلاثة منها على الأقل بضعة آلاف من مناصري جماعة الإخوان. وشهدت منطقة المعادي في جنوبالقاهرة مسيرة كبيرة تضم قرابة سبعة آلاف متظاهر انطلقت من مسجد الريان، ردد خلالها المشاركون هتافات معارضة للسلطة المؤقتة. وحمل مشاركون في المسيرة أعلام مصر وصور مرسي وأوراقا صفراء صغيرة عليها صورة يد تشير إلى الرقم أربعة، في إشارة إلى اعتصام رابعة العدوية المؤيد لمرسي في القاهرة الذي فضته قوات الأمن بالقوة يوم 14 أغسطس. وفي المهندسين وسط العاصمة، سار المئات وهم يهتفون ضد وزارة الداخلية، بينما احتشد العشرات قرب مسجد الاستقامة في الجيزة، وبينهم عديد من النساء، بعضهم حملوا صور مرسي، في ظل غياب لقوات الأمن التي عمدت منذ صباح أمس إلى إغلاق بعض الطرق المؤدية إلى بعض مساجد العاصمة. وفي مدينة طنطا شمال القاهرة، وقعت مواجهات بالحجارة والزجاجات الفارغة بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان المسلمين الذي نظّموا مسيرة احتجاجية فرقتها الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع، وأصيب ستة متظاهرين في المواجهات حسبما أفادت مصادر أمنية. وقال مصدر أمني إن «الشرطة ألقت القبض على 15 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين إثر تلك الاشتباكات». وخرجت مسيرات محدودة مماثلة في عدة محافظات منها قنا (جنوبا) ومرسى مطروح (شمال غرب) والإسكندرية (شمالا). بدورها، أكدت مصادر أمنية أن «عدد المقبوض عليهم من جماعة الإخوان المسلمين يتجاوز الألفي معتقل عبر البلاد»، مضيفة «ليس هناك قائمة كاملة بالمقبوض عليهم حتى اللحظة». عاملا نظافة يؤديان عملهما في ميدان مصطفى محمود بالجيزة وسط وجود أمني مكثف (أ ف ب)
متظاهرون مؤيدون لمحمد مرسي في مسيرة بالجيزة (أ ف ب)