القاهرة – أ ف ب الرئيس المصري الأسبق يغادر السجن بقرارٍ قضائي ويخضع لإقامة جبرية غادر الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، السجن أمس الخميس على متن مروحية أقلَّته إلى مستشفى عسكري في المعادي بالقاهرة، حيث سيخضع فوراً للإقامة الجبرية قبل استئناف محاكمته بتهمة التواطؤ لقتل متظاهرين، الأحد. وجاءت مغادرة مبارك السجن بعد قرار إخلاء سبيله في آخر قضية كان موقوفاً على ذمتها، وأظهرت لقطات تلفزيونية مباشرة مروحية طبية تقلع من سجن طرة حيث كان مقيماً، وتحط في باحة المستشفى العسكري القريب بالمعادي حيث كانت تتنظر سيارة إسعاف ومجموعة من الجنود. ويمثل حدث الإفراج عن مبارك تحولاً دراماتيكياً رمزياً للأحداث في مصر، حيث سيكون للبلاد رئيس سابق يخضع للإقامة الجبرية، هو مبارك في مستشفاه العسكري بقرار من السلطة، ورئيس سابق مسجون، هو محمد مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من يوليو الماضي. وجاءت مغادرة مبارك الهادئة من السجن في وقت تبقى فيه مصر منشغلة منذ أكثر من أسبوع بالمواجهة الدامية بين سلطة مؤقتة عينها الجيش عقب عزله مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. وكانت محكمة استئناف في القاهرة قضت الأربعاء بإخلاء سبيل مبارك على خلفية قضية «هدايا مؤسسة الأهرام الصحفية»، آخر قضية كان قد سجن على ذمتها. وأمرت السلطات العسكرية المصرية أن يوضع مبارك قيد الإقامة الجبرية، وفق ما أعلنت الحكومة المؤقتة في بيان لها أمس الأول، الأربعاء، جاء فيه أنه «في إطار حالة الطوارئ أصدر نائب الحاكم العسكري أمراً بوضع محمد حسني مبارك قيد الإقامة الجبرية». وقال مصدر مسؤول: إن مبارك طلب أن يقضي إقامته الجبرية في المستشفى العسكري. ولا يزال مبارك يُحاكَم في ثلاث قضايا من بينها التواطؤ في مقتل متظاهرين قبيل سقوطه في فبراير 2011، وهي قضية سبق أن تقرر إخلاء سبيله فيها بسبب انقضاء المدة القانونية لحبسه احتياطياً (24 شهراً)، على أن تستكمل جلساتها الأحد المقبل. وأدت محاكمة أولى في يونيو 2012 إلى الحكم بالسجن المؤبد على الرئيس الأسبق على خلفية هذه القضية، لكن محكمة النقض أمرت بإعادة المحاكمة وقد بدأت المحاكمة الجديدة في 11 مايو. وتأتي تطورات وضع مبارك القضائي في وقت تتواصل فيه حملة السلطة على جماعة الإخوان المسلمين، حيث باتت أجهزة الأمن تلقي القبض يومياً على قادتها من الصف الأول والثاني وبعض العناصر ورجال الدين البارزين المقربين منها. وكانت آخر عمليات الاعتقال هذه توقيف المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أحمد عارف، في شقة بمدينة نصر في القاهرة، والقيادي في الجماعة، أحمد أبو بركة، في القاهرة أيضاً، بحسب مصادر أمنية. وأصدر القضاء المصري في يوليو الماضي نحو 300 مذكرة اعتقال ومنع من السفر شملت قيادات وأعضاء في جماعة الإخوان. ومنذ ذلك الحين، ألقِيَ القبض على عدد كبير من قيادات الجماعة ومئات من أنصارها، بينهم مرشدها العام محمد بديع، إثر المواجهات التي تخللت التظاهرات التي أعقبت عملية فض اعتصامي أنصار مرسي. وفي وقتٍ تبدو فيه جماعة الإخوان المسلمين وكأنها تواجه مشكلات تنظيمية، في ظل استجابة ضعيفة لدعواتها للتظاهر اليومي في ما سمته «أسبوع رحيل الانقلاب»، دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية» إلى تظاهرات «حاشدة» اليوم الجمعة في إطار «جمعة الشهداء». وأعلن الائتلاف في بيانٍ له عن انطلاق مسيرات من 17 جامعا في القاهرة، على أن تنطلق مسيرات مليونية بعد صلاة الجمعة في جميع محافظات مصر. من جهة أخرى، ألقت قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء القبض على 19 عنصراً من عناصر الجماعات التكفيرية في منطقة العريش، بحسب مصدر أمني، حيث أكد أن «القوات الأمنية تمكنت من ذلك خلال حملة تمشيط ومداهمة للبؤر الإجرامية في العريش والشيخ زويد، ممن يتم الدفع بها لاستهداف كمائن أمنية». وفي وقتٍ سابق أمس، قُتِلَ ضابط عسكري ومجند وأصيب مجند آخر تابعون لقيادة الجيش الثاني الميداني في هجوم مسلح على كمين للقوات المسلحة في ناحية مركز ومدينة القنطرة بالقرب من منطقة أبو خليفة على طريق بور سعيد – الإسماعيلية، بحسب مصادر عسكرية. مبارك يستلقي على سرير متحرك أثناء نقله من السجن إلى مستشفى عسكري (أ ف ب)