شدد المشاركون في ندوة «المسلمون في الغرب.. المواطنة والهوية»، على أهمية إعداد دراسات علمية لإشاعة الثقافة الإسلامية بين أبناء المسلمين في أوروبا وتعريفهم بحضارة الإسلام ومعطياتها العلمية والتربوية والثقافية وتأثيرها الإيجابي في الحضارات الإنسانية، مما يعزز هويتهم الإسلامية. ورفع المشاركون في الندوة، التي عقدتها رابطة العالم الإسلامي في جنيف، الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية، وأشادوا بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، منوهين بجهوده في تأصيل العلاقات الدولية على مفاهيم إنسانية تقوم على أسس الخير والبر والمحبة والتعاون. كما قدموا الشكر والتقدير لسمو ولي العهد الأمين ولسمو النائب الثاني، على دعم برامج رابطة العالم الإسلامي وتشجيع العمل الإسلامي الرشيد، ودعوا الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحبه ويرضاه. وأكدوا في بيانهم الختامي، الذي تلاه الأمين المساعد لرابطة العام الإسلامي الدكتور عبدالرحمن الزيد، عقب اختتام أعمال الندوة أمس، أهمية أن تعني المراكز والجمعيات الإسلامية في أوروبا بتعريف المسلمين في أوروبا بقوانين الدول التي يعيشون فيها التي تحدد حقوق المواطن وواجباته والقيام بمناشط تثقيفية بشأن حقوق المواطنة في المجتمع الأوروبي وواجبات المسلم إزاءها، وإعداد مطويات تعريفية تعين الجاليات والأقليات المسلمة في أوروبا على الحصول على الحقوق الدينية والمدنية. وطالبوا بوضع خطط عملية لتنمية مواردها المادية والبشرية، وإيجاد مشاريع تحقق الاكتفاء الذاتي في تمويل هذه المؤسسات وضمان استمرار جهودها في خدمة المسلمين، وصيانة حقوقهم، وحماية أجيالهم من الذوبان. وأيد المشاركون عقد اجتماع تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي يجمع خبراء متخصصين ممن لهم تجربة في شأن الأقليات المسلمة في أوروبا، لوضع استراتيجية تتضمن برامج تكاملية وتنسيقية بين المراكز والجهات الإسلامية في أوروبا بما يمكن من تحقيق المواطنة للمسلمين في أوروبا، وتعزيز هويتهم الدينية، مرحبين باستضافة اللقاء في المشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك. وأكدت الندوة ضرورة اهتمام المراكز والمؤسسات الإسلامية في أوروبا بإبراز منهج الإسلام في التعاون بين الأمم والشعوب، داعية إلى تعريف المجتمع الأوروبي باهتمام الإسلام بالحوار مع أتباع الأديان، فيما يحقق التعاون والتعايش وعبادة الله وحده، والتعريف بأن الإسلام يلزم المسلمين بالوفاء بالعهود والعقود، وبيان أنه لا يميز بين الناس بحسب ألوانهم وأجناسهم. وأكد المشاركون على محاربة الإسلام الإرهاب والتطرف والغلو، وتجريمه قتل النفس البشرية دون حق، وبيان خطر التطرف الديني والعنصري والنزاعات التي تدعو إلى عداء المسلمين وتفتري على الإسلام وتشيع مفاهيم مغلوطة عنه للتخويف منه وفق نهج (الإسلاموفوبيا)، مطالبين المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها هيئة الأممالمتحدة، بالقيام بواجبها في تجريم الترويج لكراهية الشعوب، وإبطال النظريات العنصرية والشعوبية الفاسدة. وأوضحت الندوة حاجة المجتمعات متعددة الديانات والثقافات إلى شراكة عادلة ضمن عقد اجتماعي يتوافق عليه الجميع، ويستثمر اختلاف الرؤى والتوجهات في تحقيق تنمية يسعد بها الجميع، ودعت إلى التعريف بموقف الإسلام من التباين والاختلاف بين الأمم والشعوب.