من جد وجد، ومن زرع حصد، ليست صحيحة، ولا حتى بنسبة خمسين بالمائة، إمّا أن من سبقونا، عرفوا حياة، غير هذه التي نعرفها، وإما أنهم أخطؤوا، وإما أنهم كذبوا علينا، وأنا أميل إلى هذه الأخيرة، فهذه الحكمة لا تقال بين الكبار وبعضهم البعض، تنبع من الكبار وتصب في عقول الصغار فقط، لتربيتهم، وليس لتعليمهم، ومن هنا يبدأ الانشقاق، والشقاق، الأول بين التربية، والتعليم، ثم لا تعود الأمور إلى مجاريها، أو لا تعود إلا إلى “مجاريها”!، المهم أن الحياة التي نعيشها، ونعرفها، وتعرفنا، تقول لنا ببساطة، ودون عقد: النجاح، مسألة مرتبطة بالحظ، والظروف، وال DNA، أظن أن الإنسان لديه بالفعل: قوى خفيّة، يشعر بها، ربما، لكنه لا يعرفها، تدفعه للنجاح، وتدفع النجاح إليه، وأظن أن ما يمكن التنظير له، ومعرفة شروطه، هذا إن أمكن فعلا، هو النجاح الجماعي فقط، كنجاح فريق طبي، أو فريق كرة قدم، في تحقيق نتيجة مرجوّة، أما النجاح الفردي، فيتطلب شيئا آخر، غير الموهبة، والمثابرة، والعمل الدؤوب، شيء لا يتعارض معها بالضرورة، لكنه خارج عنها، يصعب الإمساك به وتقنينه، انظر حولك، بالتأكيد هناك ناجح تعرفه، ستجد أيضا أنك تعرف عشرة أشخاص على الأقل، يتمتعون بذات المواصفات التي تظنها سبب نجاحه، لكنهم غير ناجحين، أو أن نجاحهم باهت جدا بالنسبة لنجاحه، وللدكتور علي الوردي، رحمه الله، كتاب، هو الأفضل، فيما يخص هذا الموضوع، أحيلكم إليه: خوارق اللاشعور، ولن تخرجوا بنتيجة أيضا!