تدفق آلاف الأكراد السوريين الفارين من العنف الوحشي وارتفاع الأسعار إلى إقليم كردستان العراق الذي يحظى بحكم ذاتي، بحثاً عن ملاذ آمن من القتال الدائر بين المقاتلين الإسلاميين وخصومهم الأكراد.وأجبر التدفق المفاجئ لهؤلاء اللاجئين، وغالبيتهم العظمى من النساء والأطفال وكبار السن، منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة على ترتيب إرسال مساعدات إلى تلك المنطقة. ويجري إيواء هؤلاء اللاجئين في مخيم على مشارف أربيل عاصمة الإقليم لا يزال قيد الإنشاء ويفتقر إلى كثير من الخدمات الأساسية لكنه يوفر كثير منهم ملاذاً مريحاً من القتال الذي اجتاح مناطقهم في إطار الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا. وانسحبت القوات الحكومية من معظم المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا العام الماضي تاركة الجماعات الكردية تدير شؤونها بنفسها. إلا أن المقاتلين المتطرفين يعتبرون المنطقة حلقة وصل مع الجهاديين في العراق، ويخوضون قتالاً دامياً مع المليشيا الكردية في الأشهر الأخيرة. ويقول عبد الكريم برندار الذي قدم إلى العراق مع أطفاله الخمسة سيراً على الأقدام: «البلد تشهد حرباً، هناك نهب وسلب ومشكلات، لا يوجد عمل، والوضع الاقتصادي منهار ولا نجد لقمة العيش، ولهذا جئنا بأطفالنا إلى هنا». أما فاضل عبد الله الذي عبر الحدود إلى العراق قادماً من القامشلي الواقعة في شمال شرق سوريا فقال: «نزحنا إثر الحرب الدائرة، فهناك قتل وذبح ولا يوجد أي عمل وكل شيء أصبح غالي الثمن».ووفقاً للأمم المتحدة يستضيف العراق نحو 160 ألف لاجئ سوري مسجل، غالبيتهم من الأكراد.