يعاني فايز صالح الثبيتي منذ الولادة من إعاقة الصمم والبكم وعند بلوغه سن العشرين عاماً فقد بصره بعد معاناة من مرض أصابه، ويعيش على مساعدات أهل الخير ولا يتقاضى إلا الإعانة الخاصة بالمعاقين، وجدت» الشرق» صعوبة في الحوار معه، نتيجة لصعوبة حالته، وكان أمين سر نادي الصم في الرياض عبدالله العوفي حلقة الوصل، حيث وجهت له الأسئلة وعن طريق اللمس تمت الإجابة. وقال»أنا من مواليد عام 1392ه في هجرة بني سعدة القريبة من الطائف، وكنت أعاني من إعاقة الصمم والبكم فقط وانتقلت لمدينة جدة ودرست الابتدائي والمتوسط ولم أكمل دراستي، حيث كان تعلم الصم والبكم آنذاك إلى المتوسط، وبدأ يضعف نظري إلى أن فقدته عام 1413ه، فتزوجت في عام 1420ه وأنا فاقد البصر». وذكر»وجدت صعوبة في التواصل بداية مع زوجتي، وكنت أكتب لها، ولم تكن زوجتي تجيد لغة الإشارة باللمس، فكانت والدتي وأختي حلقة الوصل بيننا، ومع الوقت بدأت زوجتي تتقن لغة الإشارة، ورزقت منها ببنت وأربعة أولاد، وبعد خمس سنوات أصبح التواصل بيننا جيدا، على العلم أن زوجتي لا تعاني من أية إعاقة». ويؤكد الثبيتي معاناته «لا يوجد لدي أي عمل أمارسه، ولا أستلم سوى الإعانة الخاصة بالإعاقة التي تبلغ 25 ألف ريال في السنة، إضافة إلى ما يجود به أهل الخير، أما المنزل فهو ليس ملكا لي، بل أقطنه على حساب أحد المتبرعين ولا أعلم من صاحبه، ولا تكفيني إعانة الإعاقة ولا تُعيل زوجة وأربعة أطفال، وأمنيتي أن أملك بيتاً قريباً من المسجد كي لا تفوتني الخمس صلوات». وأضاف أنه يملك سيارة، وكان يوجد لديه سائق منذ فترة، ولكنه غادر، والسيارة متعطلة، ولهذا وضع جدولاً، حيث إنه في كل يوم أربعاء يذهب برفقة زوجته إلى السوبر ماركت عن طريق التاكسي. وعن برنامجه الحياتي قال «أذهب إلى النادي بشكل شبه يومي حيث أقابل أصدقائي، وبعضهم يتحدث معي عن طريق اللمس، وأحضر محاضرة كل أسبوع يوجد بها مترجم للمس، ونظرا لأن لا سائق لي، فأذهب بمساعدة مؤذن المسجد القريب من منزلنا، أو عن طريق سيارة الأجرة، فعن طريق إحساسي وحسابي بالإشارة أصل إلى النادي، ويقوم أي زميل في نادي الصم بإرجاعي». وعن كيفية اتصال زوجته به إذا كان في الخارج قال» حين تتصل زوجتي وأنا في النادي، أعطي الهاتف لأي زميل قريب مني وعن طريقه يتم التواصل بيننا، وأجد صعوبة في التواصل مع الناس خارج المنزل، ما يتعبني ويؤثر على نفسيتي، فأذكر أن أحد المتبرعين أتى لي بسائق خاص على كفالته، وفي أحد الأيام صدم السائق على طريق الملك فهد وهرب، وأصبحت وحدي بين الناس، فاتصلت بزوجتي وأفهمت من حولي بأمر إعاقتي، فوصفت لهم مكان منزلي حتى استطعت الرجوع إلى المنزل». وحول معرفته بأحداث العالم أكد بقوله «أعرف كل شيء فزوجتي تخبرني أولاً بأول، فأعرف عن الربيع العربي وعن تنحي الرئيسين التونسي والمصري، وما حصل للقذافي وأعرف أحداث ومجريات سوريا وأتمنى الاستقرار لجميع الشعوب العربية والإسلامية، وعلمت مؤخرا بوجود انتخابات في مصر، عن طريق الشباب في نادي الصم». حالة الثبيتي لم تمنعه من السفر فيؤكد»سبق لي وأن سافرت حيث ذهبت إلى موسكو من أجل العلاج وكان ذلك على حساب مجموعة من المتبرعين، وأخبروني أن علاجي يكلف 200 ألف ريال، وأحتاج لجلسات ومتابعات، وسبق أن سافرت وحدي إلى جدة، حيث ذهبت إلى مطار الملك خالد الدولي ومعي ورقة مكتوبة، فأعطيتها موظفا ومن خلاله ركبت الطائرة، وعند وصولي وجدت مكتباً خاصاً بالمعاقين، وأعطيته ورقة مكتوب عليها هاتف أحد معارفي ليتصلوا به». وحول دور وزارة الصحة ذكر «لم أشعر بالاهتمام من وزارة الصحة ولم يحاولوا أن يبحثوا في حل حالتي، حيث بقيت 16عاما أراجع مستشفيات حكومية وخاصة، وفي النهاية أخبروني بعكس ما قاله أطباء روسيا بأن لا أمل في عودة بصري، وسأعود لروسيا على حساب المتبرعين». وأضاف «أتمنى أن أجد حلا لأزمتي المادية بأي شكل، وكذلك معالجتي في الخارج، حيث لدي أربعة أخوان وأخت وجميعهم يعانون من حالة الصمم والبكم، وأحدهم بدأ يفقد بصره ولا يوجد لهم راع غير والديّ المسنين». الثبيتي مع أبنائه وفي الإطار الثبيتي مع مترجم الإشارة العوفي (الشرق)