يروي مدير جمعية الصم علي الهزاني قصصاً وحوادث وقعت لصم، ما كانت لتتسارع أحداثها وتكبر رقعة الخسائر فيها لولا ضعف ثقافة التعامل مع الصم البكم في المجتمع. من المواقف التي حصلت بحسب الهزاني أن حريقاً شب في منزله في سا عة متأخرة من الليل، وعائلته كلهم يعانون الصمم، فأراد الاتصال على الدفاع المدني فلم يستطع، وبعد معاناة طويلة ذهب لأحد الجيران لنجدته فلم يجده، ثم ذهب إلى الجار الثاني فطلب منه المساعدة؛ فلم يفهمه». ويضيف: «بعد معاناة طويلة مع الجار الثاني فهم ما يحصل فاتصل على الدفاع المدني الذي حضر بعد ان فات الأوان وأكلت النيران كل شيء». وتابع: «ثلاث ساعات من البحث عن حل كانت كفيلة بضياع كل شيء، لكن لو كان هناك مترجم أو وسيلة اتصال بلغة الإشارة عن طريق رقم موحد ثابت يرد عليه مترجم لانتهت مشكلته». وفي موقف آخر، حضر أحد الصم إلى مستشفى حكومي يشتكي من آلام في حلقه، فبدأت معاناته من لحظة دخوله المستشفى، اذ وجد صعوبة في التواصل مع موظفي الاستقبال وشرح ما يريد، قبل أن يدخل على الطبيب ويشرح له معاناته، لكن الطبيب أيضاً لم يفهمه، وبعد شرح طويل عن طريق الكتابة، ارتجل الطبيب، وصرف له دواء لآلام الرأس وعلاجاً للبطن، فيما كان المريض الأصم يعاني من آلام في الحلق «فمن يتحمل المسؤولية لو وقع ضرر بهذا الأصم الضعيف؟» يتساءل الهزاني. مع المرور كانت قصة أخرى، كما يرويها المدير العام لجمعية الصم الذي يقول: «استيقظت في إحدى الليالي، فوجدت 11 مكالمة فائتة على هاتفي المحمول، من احد الصم، فلما اتصلت على الرقم لمكالمته عبر خدمة الاتصال المرئي، وجدت أن الأصم تعرض لحادثة مرورية، وأنه مسجون في حجز المرور، بحجة أنه مخطئ، فلما دخلت إلى قسم المرور وتقصيت الأمر فوجئت بأن الأصم مظلوم والمتسبب هو الطرف الآخر، لكن رجل المرور في موقع الحادثة استمع للرجل الثاني ولم يستمع للأصم، لعدم تمكنه من التواصل معه، فما كان من رجل المرور ألا أن صدق الرجل السامع وسجن الأصم المظلوم.