قال زعيم الدروز في لبنان وليد جنبلاط إن سورية ربما تنزلق لمزيد من العنف، بل وربما إلى حرب أهلية؛ لأن الرئيس السوري بشار الأسد «لا يصغي لأحد» يدعو للتغيير، سواء داخل البلاد أو خارجها. وقال جنبلاط «أشعر بقلق متزايد بشأن احتمال أن تنزلق سورية لمزيد من العنف.. بل وربما حرب أهلية»، وأضاف أنه كلما زادت وتيرة العنف كلما زاد خطر الانقسامات بين الأغلبية السنية والأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، مشيراً إلى ما تردد من أنباء عن عمليات قتل طائفية في مدينة حمص التي يسكنها مزيج طائفي التي تمثل أيضاً معقلاً للاحتجاجات والمعارضة. وقال جنبلاط إن الأسد تجاهل مطالب من الولاياتالمتحدة والصين وروسيا ورئيس الوزراء التركي أردوغان، لنزع فتيل التوتر بالتعجيل بإجراء الإصلاحات السياسية. وبدلاً من ذلك ألقى الأسد باللوم على «مؤامرة» تحاك ضد سورية وحاول القضاء على الانتفاضة الشعبية بالقوة. وقال جنبلاط «كانت هناك صلة سياسية وعائلية وثيقة جداً بين بشار وأردوغان. لكنه... لا يصغي لأحد... حتى الآن يرفض الإصغاء للمطالب المشروعة للشعب من أجل قيام سورية جديدة». ويرى جنبلاط أن المبادرة العربية هي الأمل الوحيد للحل، لكن المستقبل قاتم «ما لم تحدث معجزة». ومضى يقول إن هناك «تآكلاً بطيئاً وإن كان مؤكداً للوضع السوري. الوضع مهلك». وقال جنبلاط «علينا أن نصر على مسعى عزل لبنان عن المشكلة السورية.. هناك حاجة إلى أن يتفاهم اللبنانيون مع بعضهم البعض خاصة زعماء الطائفتين السنية والشيعية». وانتقد جنبلاط موقف الحريري حليفه السابق لرفضه الحوار السياسي ما لم يسلم حزب الله أسلحته للدولة كما فعلت جماعات أخرى مسلحة بعد الحرب الأهلية التي دارت خلال الفترة من 1975 إلى 1990 وقال إن موقف الحريري «لا يؤدي لأي نتيجة». ومضى جنبلاط يقول «على الرغم من أن وجهة نظر كل منا حول سورية مختلفة، فأنا ضد حدوث استقطاب في السياسة الداخلية في لبنان». وقال أيضاً إنه دعا دروز سورية وعددهم نحو أربعمائة ألف نسمة من بين 23 مليوناً إلى أن ينأوا بأنفسهم عن حملة قمع الاحتجاجات كلما أمكن. وأضاف أن نحو مائة درزي من أفراد الجيش والشرطة قتلوا أثناء «قمع الشعب.. ما الذي يمكن أن يفعلوه؟ هل أنا أطلب منهم أن ينشقوا؟ لا.. أطلب أن يلزموا منازلهم إذا أمكن».