ظهرت في فنزويلا جماعة متخصصة في سرقة الشعر الطبيعي وبيعه لمراكز التجميل بأسعار مرتفعة -حسب صحيفة إيه بي سي الإسبانية-وأشارت الصحيفة إلى أن جماعة يُطلق عليها اسم «بيرانهاس» نسبة إلى أحد أنواع الأسماك المفترسة التي توجد في مياه أمريكا الجنوبية، حيث إن من يقوم بالسرقة يتبع الضحية فيقص شعرها ثم يلوذ بالفرار بعيداً عن الأنظار. وأوضحت أن هذه الجماعة تقوم ببيع هذا الشعر الطبيعي في مراكز التجميل وصالونات الحلاقة بأسعار مرتفعة من الممكن أن تصل إلى 500 دولار، في حين أن الشعر الصناعي يصل إلى 160 دولاراً. هذا الخبر حتى لو حذفت اسم الدولة التي ظهرت فيها الجماعة فستعرف ببساطة أنه لم يحدث في دولة عربية، فالمسروق هو «شَعر» فقط، ففي الوطن العربي تعتبر السرقة الصغيرة مُعيبة، فلو سرقت شَعراً فستسخر منك حتى الشوارع، فكيف تسرق شعراً فيما الآخرون من حولك يسرقون الرأس بما حوى؟! الأمر الآخر أن الجماعة -الجماعة!- يُطلق عليها «بيرانهاس» نسبة إلى أحد أنواع السمك المفترس، فلو كانت عربية لكان اسمها أكثر لطفاً وشاعرية، أو (تجهل فوق جهل الجاهلينا) وتسمّي نفسها بآكلة البحر بما فيه من بيرانهاس وهوامير، ولتعدَّت مرحلة سرقة الشَّعر وسرقت المخ والأعصاب! أيضاً لتمييز عدم عروبية الخبر أن جماعة بيرانهاس تتبع الضحية وتقص شعرها ثم تلوذ بالفرار، فيما لو كانت الجماعة عربية فإنها تتبع الضحية وتقّص شعرها ثم لا تجعله يفرح بلحظة الفرار! بكل الحالات لا يمكن أن يوسوس لك الشيطان حتى وهو بكامل تجلّيه بأن الجماعة عربية، لأن الموضوع يختص بسرقة الشَّعر، والشَّعر العربي غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع، فالجاني لن يجدي معه «القص» السريع، إذ يحتاج لعملية طويلة من النتف، وهذا ربما يؤدي إلى أن تصل الجهات الأمنية في نهاية الفيلم كما هي في الدراما العربية، إضافة إلى أننا سوق غير مُربح لقلّة العرض، فرجالنا لم يبقَ لديهم إلا بقايا «رموش» لا تنفع حتى للزراعة، أما الرأس فشماغ ثم طاقية تحت مباشرة «المخ»، أما النساء فذهبن للمشاغل وتخلصن منه وكأنهن يقلن: (بيدي لا بيد بيرانهاس)! بقي القول إن هذا الخبر لو كان عربياً فستجده في صفحات السياسة بصيغة أُخرى!