إن من جملة الأهداف التي من أجلها استُحدث منصب «نائب الوزير»، هو معاونة الوزير في أدائه مهام وزارته، التي قد لا يتمكن الوزير من القيام بها بشكل منفرد أحياناً نتيجة لارتباطاته الرسمية بمناسبات غالباً لا تمت لعمل وزارته بصلة. الغالب أن اهتمام الوزراء وجهود وزاراتهم يتمركز وينصبّ في المدن الكبرى على حساب المدن الصغرى، لذا لا فائدة حقيقية من وجود منصب «نائب الوزير» تحديداً في الوزرات الخدمية ما لم يُكلف بالقيام ولو ببعض المهام والمهمات خارج نطاق مكتبه، أو بشكل أدق خارج نطاق مدينة مقر الوزارة، لأجل الوقوف بشكل مباشر على مستوى الخدمات التي تقدمها الوزارة للمستفيدين في أماكن مختلفة، فنحن نعيش في وطن مترامي الأطراف، وكل طرف من هذا الوطن العزيز له حق في الاهتمام والرعاية اللا محدودة، الذي توليه القيادة الحكيمة بأرجاء الوطن كافة، الذي يظهر في البذل بسخاء على المشاريع التنموية والتأكيد على مبدأ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص بين جميع مناطق الوطن. لكن الواقع يثبت أن جهد بعض الوزراء ونوابهم وجهود وزاراتهم لا يتعدى محيط مدن مقر الوزارة، وإذا كنا نلتمس لهم العذر لتعدُّد المهام والمشاغل، لكن الأمانة والمسؤولية تستوجب تكليف نائب الوزير بزيارات المناطق والمحافظات والمراكز الإدارية للوقوف على احتياجاتها من الخدمات والمشاريع التنموية ومتابعة ما تم أو يتم تنفيذه فيها امتثالاً للتوجيهات الكريمة.