ارتفع عدد السودانيين الذين فقدوا حياتهم بسبب السيول كما ارتفع عدد المنازل المدمَّرة وسط انتقادات من المواطنين للحكومة واتهامات لها بعدم الاستعداد مبكراً لهذه الموجة من الأمطار. من جهته، توقع الأرصاد الجوي في السودان موجةً قوية من الأمطار في عدة مناطق في البلاد خاصةً منطقة شرق النيل في ولاية الخرطوم. وارتفع عدد القتلى جراء السيول والأمطار إلى 50 قتيلا، وقُتِلَ 10 أشخاص بينهم 8 من أسرة واحدة إلى جانب طفلتين في محلية أمبدة في أم درمان، وأدت السيول أيضاً إلى انهيار 428 منزلاً كلياً و2400 منزل جزئي في المحلية. وبلغ عدد المتضررين حتى أمس أكثر من 100 ألف متضرر كما ارتفع عدد المنازل المدمَّرة إلى 14 ألف منزل على الأقل. بدوره، وجَّه الرئيس السوداني، عمر البشير، السلطات والأجهزة المعنية بمضاعفة الجهود من أجل تجاوز تحديات الأمطار والسيول الكثيفة التي تعرضت لها البلاد، بحسب وكالة الأنباء السودانية. في الوقت نفسه، انتقد المواطنون الحكومة وحملوها مسؤولية الأوضاع المأساوية التي يعيشونها حالياً جراء تلك الموجة الخريفية التي تستدعي استعدادات من الدولة لمواجهتها خاصة أن موسم هطول الأمطار على البلاد لا يأتي فجأة، فضلا عن صدور تحذيرات مسبقة من هيئة الأرصاد الجوية. وتعيش آلاف الأسر السودانية في مناطق شرق النيل أوضاعاً إنسانية سيئة حالياً بعد انهيار منازلهم جراء السيول إذ لا يجدون مأوى ويعانون نقصاً في الغذاء وضعفاً في إمكانات الإغاثة. من جانبه، أكد وزير الداخلية السوداني، إبراهيم محمود، لدى تفقده المناطق المتأثرة في ولاية الخرطوم وحدود ولاية الجزيرة أن هناك مناطق عديدة تأثرت بالسيول خاصةً شمال دارفور ونهر النيل والشمالية. ..و تظاهرات غاضبة في مناطق النوبيين احتجاجاً على «التهميش» الخرطوم – فتحي العرضي خرج سكان قرى جدي وأبوصارة وفريق المحس أمس في تظاهرات غاضبة احتجاجاً على أوضاع مناطق المحس وما سموه الإهمال المتعمد من قِبَل السلطات لمناطق النوبيين. واحتشد المتظاهرون في نادي الفريق الثقافي وخطب فيهم الناشط حسن زبير، كما خرج شباب حبراب في تظاهرة حاشدة وردَّدوا هتاف «عاش نضال الشعب النوبي» وطالبوا بتنمية مناطق المحس المهمشة وإدخال الخدمات الرئيسة خاصة الكهرباء التي حُرِمُوا منها «بسبب مناهضتهم لقيام سد كجبار في أرض المحس»، حسب قولهم. ويُتوقَّع أن تخرج تظاهرات في مختلف مناطق المحس في الأيام المقبلة خاصة مدينة دلقو. ويعاني سكان أرض المحس صعوبات حياتية في ظل تجاهل المركز لتنمية المناطق النوبية المهمشة. وحيا المتظاهرون شهداء كجبار الذين سقطوا في تظاهرة سابقة مناهضة لقيام السد برصاص قناصة الشرطة في منطقة كدنتكار»الطريق الحجري الضيق». وينتج أرض المحس كميات كبيرة من الذهب خاصةً في قطاع التعدين الأهلي في مناطق دلقو وأبو صارة والبوم، إلا أن المنطقة تعاني نقصاً حاداً في الخدمات الأساسية. ويناهض سكان أرض المحس قيام مشروع سد كجبار باعتباره يهدِّد بزوال الحضارة النوبية الضاربة في القدم، ويطالبون بحقهم في الحياة الكريمة والتنمية. وضاقت صدور النوبيين في أرض المحس مما سموه تجاهل المركز التام لمطالبهم وعدم الوفاء بالمستحقات التنموية للمنطقة.