يشهد الحرم المكي هذه الأيام أعمال توسعة الطواف التي بدأ العمل فيها في شهر محرم من هذا العام 1434ه نتيجة للزيادة المطردة للزوار، وهي تُعد أكبر توسعة على مرّ التاريخ، وهي امتداد لمشاريع سابقة متواصلة لخدمة وتلبية احتياجات زوار بيت الله الحرام من معتمرين وحجاج من الداخل ومن الخارج، ومن المقرر أن تقفز التوسعة الجديدة للمطاف في الحرم المكي من 48 ألف طائف إلى حوالي 105 آلاف طائف في الساعة ما يعني مضاعفة الطاقة الاستيعابية وذلك بنهاية عام 1436ه. ومن الطبيعي إزالة بعض المباني في الحرم المكي التي أدت بشكل طبيعي إلى انخفاض حجم الطاقة الاستيعابية للمطاف بما يعادل 56 ٪ من طاقته الاستيعابية ولتضييق هذه الفجوة تم إنشاءالطواف المؤقت الذي خصص لكبار السن ولذوي الاحتياجات الخاصة. ونحن في هذا البلد المبارك حكومةً وشعباً محظوظون بأن شرَّفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين، وهذا وسام شرف رباني على صدورنا، فلنقف وقفة صادقة مع أنفسنا ولنبادر بالمساهمة في هذا الظرف كحق وطني علينا بالتعاون مع حكومتنا الرشيدة لتنفيذ هذا المشروع بالتخفيف من الذهاب إلى العمرة في هذه الفترة مع احتساب الأجر والثواب عند الله، وخدمةً لإخوانك المسلمين ضيوف الله، وهذه من الإيثار على النفس، وقد أثنى الله على أهل الإيثار، وجعلهم من المفلحين، وخاصةً أن غالبيتهم يأتون من أقاصي الدنيا ويتحملون مشاق الله بها عليم وقد تكون المرة الأولى، وقد لا تتكرر وخاصةً أن أغلبنا قد قام بهذه الشعائر سابقاً، لتصبح هذه العبادة عادة والوضع والازدحام بالطواف واضح للعيان، ويشاهد في القنوات المرئية مباشرةً وما يجري فيه من أعمال، فلا تكن جزءاً من المشكلة، ولا تكن سبباً في مضايقة إخوانك المسلمين بل كن عوناً لهم، قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى).