لكي نتجنب الخسائر لابد من التثقيف الصحي. كثيراً ما نرى توقف هذا اللاعب أو ذلك الآخر عن المشاركة في مباراة نظراً لتعرضه لإصابة بالغة أو شد عضلي مفاجئ، وما إلى ذلك من إصابات عديدة ومختلفة يتعرَّض لها كثير من اللاعبين خلال ممارستهم النشاط الرياضي سواء كان ذلك أثناء المباريات أو خلال التمارين، وقد انتشرت هذه المشكلة بصورة واسعة النطاق بين أندية دوري المحترفين وبشكل يدعو إلى وقفة للتأمل في الأسباب التي أدت إلى انتشارها. فهناك عديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تلك الإصابات لعل أهمها عدم التثقيف الرياضي الصحيح للاعبين عن آليات حركة الجسم وفسيولوجيا الجهد البدني مما يؤدي إلى تلك الممارسة الخطأ سواء أثناء التمارين أو المباريات، فقد يتعرض اللاعب إلى إصابة تقصيه عن الملاعب لعدة أسابيع بسبب حركة غير صحيحة أو بذل جهد زائد أثناء التمرين أو خلال المباريات. إن مثل تلك الإصابات لها تأثير على صحة اللاعب وأدائه وقدرته على الاستمرار في العطاء حالياً أو مستقبلاً نظراً لكونها ستمنعه عن التمارين اليومية وستؤثر على لياقته، ومن ناحية أخرى لها ضرر أكبر على النادي الذي تكلف المبالغ الكبيرة من أجل الحصول على خدمات ذلك اللاعب للاعتماد عليه في المنافسات الرياضية، فإذا ما تعرض ذلك اللاعب المحترف إلى إصابة أدت إلى أبعاده عن أرض الملعب لن يصبح في مقدوره مشاركة فريقه في المباريات التالية أثناء الدوري، هذا بالإضافة إلى الخسائر المادية الأخرى لإعادة تأهيل اللاعب من علاج طبيعي وعقاقير طبية بالإضافة إلى كل ما يبذل كذلك من جهد ووقت ونقاهة. ويمكننا القول إن غالبية الأندية تعاني من مثل هذه الإصابات لبعض لاعبيها بل لايكاد يمر يوم إلا ونقرأ خبراً عن توقف أحد اللاعبين بسبب ذلك، و بالتالي سيترتب على هذه الخسائر سواء كانت على اللاعب أو النادي تبعيات هائلة على المستوى العام للأداء الرياضي للاعب المحترف الذي بدوره سيؤثر بطريقة مباشرة أو بأخرى على جودة أداء فريقه وقدرته على تحقيق الانتصارات، بل إن أثر ذلك سيمتد إلى الدوري بصفة عامة و ينعكس أثره على قدرة اللاعبين للمشاركة مع المنتخب أثناء البطولات والمنافسات العالمية!! فلابد من العمل على رفع مستوى الثقافة لدى جميع اللاعبين عن طريق زيادة الوعي لديهم بأهمية الطب الرياضي، وعلم وظائف الأعضاء وآليات الحركة، وما إلى ذلك من معلومات ضرورية ودورها الوقائي في تجنيب اللاعبين عديداً من الإصابات الناتجة عن الممارسات غير الصحيحة أثناء اللعب، أو أثناء التمارين، ويتم تعزيز العمل الطبي في تلك الأندية بوساطة أشخاص مؤهلين في مجال اللياقة البدنية والصحية بشكل عام، لديهم القدرة على تطبيق المفاهيم الصحيحة لممارسة النشاط الرياضي لتجنب أي إصابات قد تعيق اللاعب عن الاستمرار في عطائه، بحيث يتم ذلك عن طريق إدارة الطب الرياضي في الأندية بتفعيل دورها التثقيفي عن الأساليب العلمية والسليمة للتمارين الرياضية وكيفية تطبيقها والالتزام بها من قبل اللاعبين، بالإضافة إلى زيادة الدورات والندوات التي يقيمها الاتحاد السعودي للطب الرياضي سواء للاعبين مباشرة أو لموظفي إدارة الطب الرياضي في تلك الأندية بالإضافة إلى تفعيل دوره الإشرافي على الأندية في مجال الطب الرياضي. لكي نحافظ على الأداء المميز للاعبي كرة القدم وقدرتهم للاستمرار على المدى الطويل وعدم فقدهم اللياقة البدنية التي تُعد من أهم مقومات اللاعب المحترف، وبالتالي سنحافظ على رياضة كرة القدم والدوري بشكل عام وسنتجنب الخسائر المادية العالية التي تتكبدها الأندية لعلاج تلك الإصابات. وقد قيل قديماً إن درهم وقاية خير من قنطار علاج. ماجستير الإدارة الرياضية