السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل رئيس وزراء بريطانيا 1940م، كان رئيس الوزراء ثم بعد خسارته الانتخابات أصبح زعيم المعارضة، ثم عاد لرئاسة الوزراء مرة ثانية، كان مُلهماً وخطيباً بارعاً، ويُقال إنه أول من أشار بعلامة النصر بواسطة الإصبعين السبابة والوسطى، حصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1953 لعديد مِنْ مؤلفاته في التاريخ الإنجليزي والعالمي وفي استطلاع لهيئة الإذاعة البريطانية (bbc) سنة 2002 اختير كواحدٍ من أعظم مائة شخصية بريطانية. لماذا أكتب عن (سياسي) يدعى تشرشل وأنا الذي لا أزال أشعر بالريبة تجاه ما يُسمى ب (الربيع العربي)، وبلعت كثيرا من الشتائم عندما جاهرت برأيي الذي لم يتروّض ويأبى أن يصدق أن ثورات الربيع العربي هي ثورات شعوب تبحث عن الحرّية، فما الذي جرّأني كي أقترب من الساسة؟ هل لأنني أبحث عن «العجائب» وأنا آتي فناً لا ناقة لي فيه ولا أُم رقيبة؟ سأؤجل الإجابة بعد أن أمرّ على بعض طرائف هذا الرئيس الأديب الطريف، فقد كان تشرشل ذاهباً لإلقاء خطبة مهمة في الميدان الكبير، فأرسل سائقه الخاص والحرس وكل رجاله ليسبقوه إلى الميدان فيختلي هو بنفسه حتى يتمكن من كتابة خطبته -فقد كان مشهوراً ببلاغته- وعندما أكملها نزل بمفرده ليوقف تاكسي، وبعد جهد توقف أحدهم فقال له: من فضلك أريدك أن توصلني إلى الميدان الكبير، فقال السائق ببرود: لا .. لن أعمل الآن، فسأله: لماذا؟ فقال السائق وهو يلعب في مفاتيح الراديو: لأن تشرشل سيلقي خطبة الآن، وأنا لا أترك له كلمة وأستمع إليه بكل مشاعري، فسعد تشرشل بذلك جداً، فقال له مغرياً إياه: سوف أعطيك خمسين جنيهاً وهي كل ما عندي. فقال السائق: يااه .. خمسين جنيهاً! اركب.. اركب.. وليذهب تشرشل إلى الجحيم! أما لماذا كتبت عنه اليوم تحديداً فإن قصة أخرى له لا تقل طرافة عن السابقة وستقوم بالإجابة كما ينبغي، فقد طُلب من تشرشل عندما كان رئيساً للوزراء، إبداء الرأي في موضوع متنازع عليه بين حزب العمال والمحافظين، وعندما انتهى من كتابة الخطاب الذي سيلقيه أمام مجلس النواب، طلب من سكرتيره الخاص أن يبدي رأيه في الخطاب وبعد أن قرأه قال له: الخطاب جميل جداً يا سيدي ولكني لم أفهم هل أنت مع أم ضد المشروع؟!.. فأجاب تشرشل مبتسماً وهذا هو المطلوب تماماً! كم هو جميل ورائع أن ينتهي المقال بابتسامة!