دخلت واشنطن بقوة على خط الأزمة المصرية، ودعا وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى دعم عملية سياسية تكون مفتوحة أمام الجميع، وذلك بعد نحو شهر على عزل الرئيس محمد مرسي. وأعرب وزير الدفاع الأمريكي أمس السبت عن «قلقه إزاء أعمال العنف الأخيرة في مصر» وحثّ الفريق أول السيسي، في اتصال هاتفي بينهما أمس، على دعم عملية سياسية تكون مفتوحة أمام الجميع. وأكد بيان لوزارة الدفاع الأمريكية أن «السيسي أكد للوزير هيغل أن السلطات المصرية تعمل على إنجاح عملية مصالحة سياسية، وأنه ينتظر اللقاء مع مساعد وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز». ويواصل أنصار محمد مرسي الاعتصام في منطقتي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة منذ نحو شهر مطالبين بإعادة الرئيس المعزول إلى السلطة بعد الإطاحة به في الثالث من يوليو الماضي. في سياق متصل، التقى مبعوثون أمريكيون وأوروبيون وزير الخارجية المصري في الحكومة المؤقتة في مسعى لحل الأزمة السياسية. وعقد وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، محادثات مع نائب وزير الخارجية الأمريكي، وليام بيرنز، والسفيرة الأمريكية، آن باترسون، والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي، برناردينو ليون، استمرت حوالي ساعة صباح أمس السبت. وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية إن فهمي أكد التزام الحكومة المؤقتة بخارطة الطريق الانتقالية التي تنتهي بانتخابات جديدة. وأوضح فهمي للصحفيين بعد الاجتماع أن اتصالات جرت مع الإخوان المسلمين. وقال فهمي إنه لا يريد أن يستخدم كلمة «مفاوضات» لكن اتصالات جرت مع بعض الشخصيات الإخوانية، وأكد أنه ليست هناك رغبة في استخدام القوة ما دام هناك مجال لنجاح أي أسلوب آخر. وأضاف أن هذه الأساليب لم تُستنفَد بعد، لكنه قال في الوقت نفسه إنه لم ير أي تقدم حقيقي. وفي الوقت نفسه، ظهر المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء هاني عبد اللطيف، على التليفزيون الرسمي ووعد أنصار مرسي بالخروج الآمن من اعتصاماتهم، وقال إنهم ضحايا لعملية «خطف ذهني» من قادة جماعة الإخوان المسلمين. وقال عبد اللطيف الذي ارتدى الزي الصيفي الأبيض للشرطة إن الاعتصام ليست له فائدة قانونية أو سياسية ووعدهم بإعادة دمجهم في الحياة السياسية. وأكد عبد اللطيف، موجهاً كلامه للمعتصمين، أن خروجهم الآمن من الاعتصامات سيسمح للجماعة لعودة دورها في العملية السياسية الديمقراطية. لكن عبد اللطيف اعتبر في تصريحات أقل تصالحاً أن كثيراً من الناس يريدون الخروج من الاعتصامات لكنهم يواجهون التهديدات من القادة، وقال إن أي شخص شارك في جرائم، بما في ذلك الخطف والتعذيب والقتل، سيواجه المحاكمة.