من راقب الأزمة المصرية من منظور إعلامي بحت، يدرك أننا في زمن ماكينة الإعلام بل (الحرب الإعلامية). وكيف أن من استطاع التفوق ولو بدرجات بسيطة كسب تعاطف العالم، وبدا للجميع وكأنه حمل وديع يتلقى ضربات موجعة من الطرف الآخر ويسكت عنها (رغم أن العكس هو الصحيح). ولكن هذا ما بدا للناس في جميع أنحاء العالم. سابقاً كان يقال لأطراف الحرب وقادتها، الحرب خدعة، واليوم في ظني أن الحرب إعلام ومعلومات. في أمريكا مثلاً تتجسس وكالة الأمن القومي (إن إس إيه) على تسع من أكبر شركات الإنترنت في الداخل الأمريكي وفي العالم وعلى شركات التليفونات، وعلى شركات كابلات قاع المحيطات التي تربط القارات. وكشفت صحف أمريكية أن البنتاجون يتابع أنشطة أمريكيين داخل أمريكا، خارقا قانوناً يمنع أي نشاط للبنتاجون داخل الولاياتالمتحدة. أقول هذا ونحن نتنازع فيما بيننا ضد التضييق على مقدمي تطبيقات (أجنبية) تتجسس علينا ولا تسمح لجهاتنا الأمنية بتتبع مستخدميها ولو كانوا من المطلوبين أمنياً!! السؤال هل وعينا حكومة وشعباً مدى أهمية الإعلام؟ مع الأسف بعض المسؤولين والقياديين في القطاعين العام والخاص وعدد من رجال المال والأعمال، لا يدركون أهمية الإعلام، بل يعتقدون أنه إذاعة بيانات وأخبار منقحة كأنها مادة معلبة. نتمنى أن يستفيد الجميع من الدروس التي تدور رحاها حولنا وحوالينا. وأتفق مع المتوترين والمشدودين أثناء تعاملهم مع الإعلام معتقدين أنه سلاح يتم إشهاره ضدهم وأنهم ضحايا لأناس موبوئين تكيل التهم ضدهم، ذلك أنهم جهلة بهذا العلم ولم يحاولوا فك شفرته من خلال متخصصين توكل لهم المهمة. والإعلام سلاح ذو حدين إن لم تحسن التعامل معه (صعقك!).