ذكرنا فيما سبق أن العلماء وضعوا أيديهم على (أنزيم) سحري تحرره الأنسجة مع الجوع بكلمة أخرى مع الصيام هو (السيرتوئين Sirtuin). كان ذلك من خلال تجربة على القرود بدأت عام 1989م ولمدة 17 سنة متتالية. يرجى تفريق هذه المادة عن (السيروتوئين) التي يفرزها الدماغ (نورونات الدماغ بالمناسبة تتفاعل فيما بينها بآليتين كهرباء ومواد كيماوية، تمثل لغة التفاهم بين مائة مليار خلية عصبية، وهذه اللغة مكونة من 40 حرفاً أكبر من حروف أي لغة في العالم). تبيّن أن هذه المادة لها خمس صفات من طول العمر بصحة طيبة وترميم ممتاز للخلايا. قالوا ماذا لو حقنا الجسم بهذه المادة السحرية؟ وبدون الجوع؟ فهل ستكون النتيجة واحدة؟ أي تحقيق أثر الجوع صناعياً بدون جوع. وهكذا بدأ الأطباء يجربون عقاراً يحقق نفس الأثر بدون الجوع المديد هو (الريزفيراترول Resveratrol). ولكن هل سيصل الفريق العلمي إلى قهر الشيخوخة والعمر المديد والصحة الوافرة فلا تكدر بمرض أو تعكر بهم وحزن وألم؟ وهل سيحققون طول العمر؟ مع صحة متدفقة وشيخوخة ناعمة، دون نصب، وهم في الغرفات آمنون؟ لقد أظهر الصيام المتتابع أنه يبقى الكائن بصحة جيدة، بل ويطيل العمر 50%؟! هذا ما أظهرته التجارب على العناكب والسمك والفئران، وأخيراً قردة الريسوس. فهل ينطبق على بني البشر ما ينطبق على العناكب والسمك والجرذان والفئران؟ تبدأ القصة من جامعة (ويسكونسين Wisconsin) من (ماديسون Madison) من مركز الأبحاث الوطني للحيوانات البدائية في أمريكا (Wisconsin National Primate Research Center) . هذه التجربة الرائدة كان القصد منها الوصول إلى السؤال الأزلي الذي طرحه جنكيزخان على الحكيم الصيني؟ هل من طريق للأبدية؟ وهنا في الطب ليس من أبدية!! بل جواب الحكيم الصيني للطاغية المنغولي؟ يا سيدي ليس عندي من أكسير للحياة الأبدية، ولكن بقدرتي أن أنصحك كيف تعيش حياة مديدة بصحة طيبة؟