علي محمد الغامدي أن تبتهج، شيء لا كأي شيء آخر، أن ترتسم ابتسامة روحك أولاً قبل ابتسامة شفاهك، عمق بعيد فيك لا طريق له من باب «سوّي بابك أنت» بابك الذي من خلاله ترى مباهج يومك ولحظتك من حولك بنشوة هادئة هي غذاء روحك، وهمس سعادتها وسكون تجليها و سحرها… أن تبتهج، يعني أن تشعر بخفة أنفاسك في صباح صفو سماؤه، صفاء نفسك، وانشراح صدرك، وخلو ذهنك إلا من جمال صورة أو صوت أو ذكرى أو أمل. أن تبتج، تشعر بكيان روحك في لحظة تفرد بها لا ثالث معكم سواكم. أن تدرك بإيمان أن كل شيء كان أو سيكون فهو على ما يرام وأن لا شيء قادر على انتقاص شغفك بالحياة. أن تبتهج، يعني أن تلامس وداد الناس بالود وتستسقي غمام المحبة لتروي اللحظة بالفرح. أن تبتهج، يعني أن يُشِع منك اللحن و تُطرِبُ منك الكلمة ويسعد معك وبك اللقاء ابتداء وانتهاء. أن تبتهج، يعني أن تغدو سائرا في جمال الكون وأنت على يقين أن ما بداخلك من الجمال أزهى وأجمل وأنك قادر على ملامسة ذلك الجمال في أرواح من تلتقي مِمَن يشاركونك البهجة والألق. أن تكون خاطرة لسائحة ستكتبك ابتسامة وفرحاً وتحكيك قصة في مكان وزمان ما لأرواح متطلعة ملؤها شغف الحياة تبحث عن حدث، وتنتشي بنسمة هواء وأشعة شمس.. أن تبتهج، يعني أن تلتقي بلا موعد بمن لك يشتاق فيكون اللقاء رائعا بروعة الصدفة، أو بمن لا تعرف فينبئ اللقاء عن روح مبتهجة جديدة التقيت بها ولن يكون اللقاء عابرا ولا يتيما. أن تُحب من تُحب بطريقتك التي تتفرد بها له ومعه دون سواه. أن تنجز ما لم يُنجز وتوجد ما لم يوجد، وتحدث ما لم يحدث يعني أن شيئا ما انتظر قدومك ليحدث في الكون. أن تتعلم وتعلم و تعطي و تأخذ أن ترى دقائق الأشياء لتستشعر فيها البهجة و تشاركها بها. أن تبتهج يعني أن تلاطف في حياتك اللحظة ملاطفةَ فاتنةٍ أذهلتك مزهوة بجمالها وندرته فغدوت تنشد منها الود موقنا بتفردها واستحالة استحضارها مرتين. أن تستشعر افتراق الروح عنك حين سجودك لتطفو فوق بحر إيمانك مظللة إياك بالطمأنينة. أن تدل تائها إلى طريقه محتويا كل ما فيه من شتات. أن تجزل الشكر لمن يستحقه منك بحرارة تُكسب شكرك قيمة حقيقية مؤثرة. أن تبتهج، يعني أن تهتم بمن هم في حاجة اهتمامك بشكل مختلف عن كل مرة لتبتهج بشكل جديد. أن تثمّن إشراق صباحك وسكون ليلك وانهماك الكون من حولك في تشكيل تفاصيل عالمك الصغيرة والكبيرة. أن تستهوي الحياة بشغف يعني أن تبتهج.