أبها – سارة القحطاني تنحصر أسئلة النساء في تناول الأدوية وشم البخور والعطر والحمل ومتابعة المسلسلات. السعيدي: أحمّل طالبات العلم الشرعي مسؤولية متابعة فتاوي النساء. الغامدي: 70% من فتاوي رمضان نسائية. أكد مختصون وطلاب علم وباحثون ارتفاع معدلات الفتاوى والتساؤلات النسائية خلال شهر رمضان حول أحكام الصيام وجوانبه هذا العام من إجمالي الفتاوي في وقت تنال فيه برامج الإفتاء المختلفة عبر الإذاعات أو القنوات الفضائية حضورا لافتا للنساء دون الرجال، ويُرجع علماء الدين ازدياد ذلك الأمر إلى جهل بعض النساء بأمور دينهن خاصة حديثات العهد ببعض الظروف كالزواج والحمل والولادة وكذلك لاهتمامهن وحرصهن على معرفة جوانب الصيام والقيام والقراءة والذكر والاعتكاف والعمرة والزكاة والصداقة وأنواع البر المختلفة وما يتعلق بها من مسائل. كما أن فتاوي النساء في رمضان لا تخلو من الغرابة أو التكرار الذي يقصد منه التأكد من صحة الفتوى في ظل انتشار فتاوى من غير أهلها، وممن ليسوا من المعتبرين في الفقه والفتوى. انتقاء المشاهير وأرجع عدد من السيدات كثرة اتصالاتهن ببرامج الفتوى إلى أن الفضائيات تنتقي المشاهير والمعروفين من المشايخ وأهل العلم الذين يثقن بفتواهم، وعللن ازدياد تساؤلات النساء عن أحكام الصيام بما يعترض المرأة من أمور كثيرة خلال صومها، فيما حملت بعض النساء المشايخ المشهورين والثقاة إثم الفتاوي الخاطئة التي يحصلن عليها من مشايخ مجهولين بسبب تجاهلهم لأي اتصالات ترد لهم ما يضطر المرأة لسؤال من يتجاوب معها. وعن أبرز الاستفسارات التي تكثر في رمضان أكدن بأن غالبيتها تختص بفتاوى ما للرجل وزوجته في نهار رمضان، وأحكام الصيام مع الحمل والمشقة، وحول بعض الأدوية والمفطرات منها بالإضافة لحكم العطر والبخور ومتابعة المسلسلات ووقت الإمساك وكيفية الاجتهاد في رمضان والجزء الأخير خاصة. اختلاف فتاوى وقالت منيرة الخالدي إن تكرار بعض الأسئلة ما هو إلا زيادة حرص مع ظهور كم كبير من المفتين الذين يختلفون في فتواهم، فنعمد للتكرار والأخذ برأي الأغلبية، وعن أغرب وأطرف الفتاوي قالت أم ليان استغربت من شقيقتي تسألني ذات يوم قائلة ليس علي صيام اليوم فهل يجوز أن أسمع موسيقى!؟ وهل أستطيع أن أسمع الشيلات بحكم أنها لا تحتوي على موسيقى؟ ولاتزال تبحث عمن يفتي بجوازها إذا كانت غير صائمة، وتقول الجوري من غرائب الاستفسارات مثلاً: ما حكم متابعة مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر؟ بالإضافة لحكم مشاهدة المسلسلات؟ وأضافت نحن رغم ما نملكه من علم الا أننا نجهل كثيرا في أمور الدين، كما أن هنالك بعض الأمور التي تعترضنا فجاءة خلال مراحل حياتنا المختلفة من البلوغ والزواج فالحمل والإرضاع، ومع تلك المراحل نكتشف ونمر بأشياء لم نتعلمها أو ربما لم نستوعبها قبل أن نقع فيها. إفتاءات إلكترونية من جانبه قال رئيس لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية في مجلس الشورى الشيخ عازب سعيد آل مسبل إن آلية توفير الفتاوى المتعلقة بشهر الصيام وأحكام الصيام هي ولله الحمد مبسوطة في مجموع فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء، ويمكن الوصول إليها عبر موقع الإفتاء الإلكتروني، ولا شك أن المسلم يعرض له من الأمور ما يحتاج إلى معرفة حكمه الشرعي، والنساء يحتجن إلى من يفتيهن فيما يعرض لهن من المسائل المتعلقة بأحكام الصيام فينصح هنا بالاتصال بأهل العلم المعروفين بفقههم وتقواهم وسيجدن الإجابة إن شاء الله. وأضاف سعيد لا بد من التأكيد على أخذ الفتوى من مصادرها الصحيحة والمعروفة كاللجنة الدائمة للإفتاء أو أحد أعضائها أو من عرف بالعلم والفقه والتقوى أما أخذ الفتوى من المجاهيل سواء عبر الشاشات أو من المواقع الإلكترونية أو ما يدس ويروج له عبر وسائل الاتصال مثل:(تويتر وواتس اب وغيرها) فأنصح بالابتعاد عنها وعدم الاعتماد عليها للجهالة في المصدر، ومما اشتهر أنه لا حياء في الدين فلا يخجل المسلم ذكراً كان أو أنثى من السؤال عن دينه لأنه سيكون مقصراً و مفرطاً عندما يستحيي من السؤال . أنواع البر د. أحمد الغامدي فيما قال الباحث الشرعي الدكتور أحمد الغامدي نلاحظ كثرة برامج الفتوى في رمضان عما هو في غيره في الإذاعات والقنوات الفضائية الرسمية وغير الرسمية مباشرة وغير مباشرة، وسبب ذلك هو الاهتمام بجوانب الصيام والقيام والقراءة والذكر والاعتكاف والعمرة والزكاة والصداقة وأنواع البر المختلفة، وما يتعلق بها من مسائل، إضافة لما يتلقاه الناس من مواعظ وخطب ودروس في المساجد تتناول تلك الجوانب، هذه أبرز آليات الفتوى في هذا الشهر الكريم. وترتفع تساؤلات النساء أكثر من معدل تساؤلات الرجال بحوالي 70% من جملة التساؤلات خصوصا أن عوارض النساء الموجبة للتساؤلات أكثر من الرجال. أهل العلم وأضاف الغامدي على السائل أيا كان رجلا أو امرأة مسؤولية الاهتمام بدينه ومعرفة من يجب طلب الفتوى منه، وهل هو من أهل العلم والذكر كما أرشدنا الله سبحانه بسؤالهم حين يجهل المسلم ما يهمه في عبادته، ولا يعفيه ذلك بأن من يفتيه قدمته القناة الفضائية الفلانية أو العلانية وإذا عجز السائل عن ذلك فليكن سؤاله للمشهورين بالعلم والفقه من العلماء، ولا يكفي كونه مهتما بالدعوة والوعظ أو قارئا حسن الصوت، فإن الفقه والفتوى شيء آخر، وعلى المرأة أن تحذر الاغترار بما تقدمه بعض القنوات كمفتٍ أو معبر للأحلام خصوصا وأن كثيرا من القنوات لا تحرص في ذلك إلا على التنافس في تحقيق أكثر رصيد من جماهيرية المشاهدين، ودين المسلم أحق بالبحث والتوثق في أخذ الفتوى عن المعتبرين فيها. وزاد لعل نسبة كبيرة من النساء يقعن في خطأ أخذ الفتوى ممن ليسوا من المعتبرين في الفقه والفتوى بسبب ترويج كثير من القنوات الفضائية لنفسها بطرق مختلفة لاستقطاب أكبر قدر من الجمهور بقصد تجاري، فتستخدم في ذلك الترويج لنفسها بكثير ممن له جماهيرية دينية دون الاكتراث بكونه معتبرا في الفقه والفتوى من عدمه وأكثر النساء تنطلي عليهن هذه الطرق الترويجية كما قد تطغى عليهن الجوانب العاطفية فلا يحكم أكثرهن العقل في التحري عمن ينبغي أخذ الفتوى والرأي الشرعي عنه ويستهويهن كأكثر الناس ما فيه إثارة دون تحقق من صحته. حياء المرأة وأكمل الغامدي لا ينبغي أن يمنع حياء المرأة من السؤال عما يهمها في دينها ولو كان في أمور خاصة من أهل الفقه والفتوى من القرابة والاستعاضة عن ذلك بسؤال مرسل لإحدى القنوات التي قد تبذل قصارى جهدها في استقطاب أكبر قدر من المشاهدين لها للتنافس التجاري من خلال الدعاية والإعلان وتقديم أصحاب الجماهير ممن تحال إليهم تلك الأسئلة كما لا ينبغي التعميم في بعض الأسئلة أو الاتصال بأسماء وهمية في مسائل وتفاصيل قد تستلزم فروقات في الجواب عنها. توفر الفتاوى د. محمد السعيدي وقال أستاذ الشريعة في جامعة أم القرى الباحث الدكتور محمد السعيدي: الفتاوى في رمضان متوفرة بشكل ممتاز وذلك عن طريق عدد من القنوات، منها هواتف معلنة للفتاوى يشارك فيها عدد من العلماء المعروفين، ومنها الكتيبات الصغيرة المتضمنة لأحكام الصوم وفتاواه ومنها برامج الإفتاء في التليفزيون، ومنها عدد من المواقع الإلكترونية الدينية التي تستقبل الفتاوى وترسلها إلى العلماء. وأضاف يبدو لي أن النساء يشكلن نسبة غالبة ممن يقومون بطلب الفتوى ولاسيما فيما يعرض لهن من أحوال خاصة، وبالرغم من أن فتاوى النساء قد فصلها وسيرها بعض الأئمة كالشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في كتب صغيرة وعدد من الأشرطة إلا أن كثيرا من النساء ولاسيما الفتيات حديثات العهد بمثل تلك الظروف أو حديثات الزواج، وكذلك حديثات الحمل والولادة يبقين في حاجة ماسة للاستشارة في تلك الأحوال. طالبات العلم وأردف السعيدي قائلا أسجل عتبي على أخواتنا طالبات العلم الشرعي من أستاذات في الفقه والسنة في مختلف جامعات المملكة أسجل عتبي عليهن في عدم تصديهن بشكل مناسب لفتاوى النساء فهن فيما أتصور أقدر من الرجال على تفهم تلك الأحوال وأقدر أيضا على تلقي الأسئلة بكل وضوح، وأعتقد أن النسبة في تزايد فتاوى المرأة خلال الخمس سنوات الأخيرة لم تتغير والنساء يشكلن أكثر من نصف المستفيدات من الفتاوى في رمضان يليهن الفتاوى المتعلقة بالزكاة، وأوضح أن السيدات والرجال أيضا قد يقعون في بعض الفتاوى المضللة أو المغلوطة وليس الأمر مقصوراً على النساء، وقال رأيي أن اللوم لا يقع عليهن بقدر ما يقع على الجهات المسؤولة عن إظهار من ليس أهلاً للفتوى في مكان لا يليق به. فتاوى النساء وأكد السعيدي أن مصدر الفتوى الصحيح هم أهل العلم الشرعي المتخصصون فيه المعروفون بالعمل به، والمستفتي عموما سواء أكان رجلاً أم امرأة يلزمه التحري فيمن يأخذ عنه الفتوى، وقد قال محمد بن سيرين رحمه الله (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم) فيتحرى الإنسان لدينه أعظم مما يتحرى لدنياه، ومن استفتوه دون تحرٍ فلعله يكون آثما في تهاونه في ذلك، وعن سبب عدم أخذ النساء الفتوى من مصادرها قال أحياناً يكون ذلك كيلاً عن البحث عن أهل الفتوى المؤهلين، واستعجالاً لكونها لا تطيق الانتظار، وأحياناً يكون ذلك عن هوى لأنها تبحث عن أحد يفتحها بما في نفسها، وهذه الأمور يشترك فيها الرجال والنساء، وقال السعيدي يجب أن تنشط أخواتنا طالبات العلم الشرعي من معلمات مواد الدين وأستاذات الجامعات في التصدي لفتاوى النساء خاصة، فما زال التقصير منهن ملحوظا رغم توفرها. القحطاني: على المرأة السؤال لمعرفة الحق وليس حباً في الظهور على الفضائيات محمد القحطاني قال مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة عسير محمد بن سعيد القحطاني، إن الفتاوى في رمضان وفي غير رمضان الأصل أنها تصدر عن سماحة المفتي أو عن هيئة كبار العلماء بأية وسيلة ممكنة، وبالفعل تكثر فتاوى النساء في رمضان ولا حرج عليهن بشرط أن يكون لدى السائلة إشكال في أمر دينها أو دنياها وأن يكون القصد معرفة الحق وليس حب الظهور وإسماع الصوت للعاملين على الفضائيات، وعلى المرأة أن تحرص كل الحرص على سؤال أهل الفتيا المعتبرين المشهورين بعلمهم وصلاحهم حتى لاتقع في فخ الفتاوى المضللة التي تقوم على الاجتهادات الشخصية لا على الدليل الشرعي، وقد كثر المفتون بغير علم، وأشار إلى أنه لا حرج على المرأة أن تسأل القادر على الفتوى من أقاربها بشرط أمن الفتنة والتشهير إذا لم يكن من محارمها، وليعلم كل مسلم ومسلمة أن الفتوى يترتب عليها فعل أو ترك أو أخذ وعطاء وذلك يتطلب الصدق والأمانة في السؤال.