رابعاً: حفظ القرآن من خصائص هذه الأمة: حفظ القرآن شعار هذه الأمة، وشوكة في حلوق أعدائها يقول (جميس منشيز): «لعل القرآن هو أكثر الكتب التي تقرأ في العالم، وهو بكل تأكيد أيسرها حفظاً». وفي الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته: (…وإن الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: «إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرؤه نائماً ويقظان») فقد أخبر الله تعالى أن القرآن لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالماء، بل يقرؤه بكل حال، وخص بحفظه من شاء من عباده. خامساً: حامل القرآن يستحق التكريم، ففي الحديث: (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه…) فأين المشمرون؟ سادساً: الغبطة الحقيقية تكون في القرآن وحفظه، ففي الحديث: (لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ..). سابعاً: حافظ القرآن هو أولى الناس بالإمامة، ففي الحديث: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) وتذكر أن الصلاة عمود الدين، وثاني أركان الإسلام. ثامناً: حفظه رفعة في الدنيا والآخرة، ففي الحديث: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين). تاسعاً: حافظ القرآن يقدم في قبره، فبعد معركة أحد وعند دفن الشهداء كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع الرجلين في قبر واحد ويقدم أكثرهم حفظاً. عاشراً- يوم القيامة يشفع القرآن لأهله وحملته، وشفاعته مقبولة عند الله، ففي الحديث اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه فهنيئاً لمن يشفع له هذا الكتاب العظيم في ذلك اليوم العصيب. أضف إلى العشر: أ- حفظ القرآن سبب للنجاة من النار، ففي الحديث: (لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق). ب- حفظه رفعة في درجات الجنة، ففي الحديث: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها) والحديث خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها. ج- حافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة) فيا له من شرف أن تكون مع من قال الله فيهم: {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ} هذا ما تيسر إيراده حول هذا الموضوع ، وأسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته ، كما أسأله أن يجعلنا وإياكم من عباده الصالحين ومن حزبه المفلحين. *عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود وإمام وخطيب جامع الدخيل في الرياض