يا أيها الأطفال.. من المحيط للخليج، أنتم سنابل الآمال وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال ويقتل الأفيون في رؤوسنا.. ويقتل الخيال.. يا أيها الأطفال أنتم -بعد- طيبون وطاهرون، كالندى والثلج، طاهرون لا تقرؤوا عن جيلنا المهزوم يا أطفال فنحن خائبون.. لا تقرؤوا أخبارنا لا تقتفوا آثارنا لا تقبلوا أفكارنا فنحن جيل الدجل، والرقص على الحبال ….. أمسكت بجهاز التحكم لأُنهي الشّجار القائم بسببه، فكلٌ يريد قناته المحببه من وثائقية، وثقافية، وعلمية، وترفيهية، فقررت أن أبحث عن ما يريدون ولكن بمنتج سعودي (بمعنى قناة وطنية متخصصة في مجال معين)، خنقتني العبرة، وشعرت بأنني في القرون الوسطى عندما رأيت أكثر من 12 قناة تسلط الضوء على برامج لا معنى لها، ولا تزيد شيئا لثقافتنا، ففي ظل وجود قنوات تخبر باكتشاف حياة في ذلك الكوكب، واختراع علمي سيفيد البشرية، نجد بعض قنواتنا تتكلم عن مسابقات تافهة.. وفي ظل وجود قنوات تتكلم عن الفنون التشكيلية والابداع وإجراء مقابلات مع مشاهير عالميين نجد قنواتنا تعطي المايك لشاعر ليس بشاعر، ومسابقات شعرية ركيكة تخرج لنا شعراء قد اكتفينا منهم، وبرامج تعرض لنا رقصات وعرضات لا تزيدنا سوى صداع وأرق عند النوم، لا أعلم ما السبب في بقاء مثل هذه القنوات، هل هو الدعم من قبل جهات معينة أو أنه الذوق العام وتفكيرنا السطحي؟ أنا لا أعمم فشعبنا يحمل الخير الكثير، ولكن هذا الإعلام الحاضر الغائب الذي يعتبر من أخطر الوسائل في التأثير على الأجيال، يعكس لنا واقعا من زاوية صغيرة ليطغى بها على البقية.. تمنيت لو أستطيع بجهاز التحكم تغيير مضمونها لأصنع منها قنوات تدل على مجتمعنا الجميل، وثقافتنا الراقية ليرى العالم بأسره كم أن الإسلام حياة للشعوب. أنهى نزار القباني قصيدته ب: يا أيها الأطفال: يا مطر الربيع.. يا سنابل الآمال أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمة وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة…