حلت المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي، في فئة الدول ذات الساعات الأطول صياماً بمتوسط 16 ساعة، في وقت تراوحت فيه ساعات الصيام على نحو شديد التباين لتبلغ قمتها في الدول الشمالية بواقع 21 ساعة وتنخفض لأدناها في دول الجنوب وصولاً إلى خمس ساعات فقط، بتأثير ميل أشعة الشمس، فيما تغلب على المناطق الشمالية الأجواء الحارة وتميل إلى البرودة في الجنوب. وتبعاً لذلك، سيصوم هذا العام أكثر من 326 مبتعثاً سعودياً يدرسون في هولندا نحو 18 ساعة ونصف الساعة، أي بزيادة تقدر بساعتين ونصف الساعة عن أهلهم في المملكة، فيما يصوم مبتعثو أستراليا عشر ساعات فقط أي أقل من أهلهم في المملكة بست ساعات. وبيّنت أستاذة المناخ الطبيعي والتطبيقي المشارك في جامعة الدمام، الدكتورة بدرية الحبيب، أن ساعات الصيام في المملكة ودول الخليج العربي متقاربة، إذ تتراوح بين 15و 16 ساعة، لافتة إلى أن الحرارة تنخفض في مناطق المرتفعات بعسير والمدن الشمالية كتبوك وعرعر وحائل ما يقلل التعرق وبالتالي يحد من الشعور بالعطش لمن تضطرهم طبيعة عملهم للعمل خارج المباني المكيفة، فيما تتركز أطول ساعات النهار في الفترة: من الساعة الثالثة عصراً حتى الساعة السابعة مساءً حيث يمر الوقت بطيئاً نوعاً ما ويزيد فيها الشعور بالعطش. وأرجعت الدكتورة بدرية طول نهار رمضان في البلدان التي تقع شمال مدار السرطان إلى ميل أشعة الشمس. وبيّنت في الوقت ذاته أن ميل أشعة الشمس يخفض درجات الحرارة، فيما يتسبب تعامدها على بلدان الخليج العربي بارتفاعها، لكنها لفتت إلى أن معدلات الرطوبة لها تأثير على ارتفاع وانخفاض الإحساس بدرجات الحرارة، وهي مسألة يتحكم بها مدى اتساع المسطحات المائية والكتل الهوائية والتيارات البحرية. من جانبه، أكد العالم الفلكي الدكتور خالد الزعاق أن مدة الصوم تختلف من مكان لآخر وأقلها يكون في المناطق الواقعة جنوب خط الاستواء، وأوسطها في المناطق الواقعة على خط الاستواء، وأعلاها في المناطق الواقعة شمال خط الاستواء. جرافيك الشرق