صورة ضوئية من الحوار (الشرق) محمد عبدالله الحمدان استوقفني ما جاء في المقابلة التي أجراها الأخ محمد الغامدي مع مدير مرور الرياض العقيد علي الدبيخي، وفيها أرقام مزعجة مؤسفة (تضيّق الصدر) عن كثرة المخالفات في مدينة الرياض، (وقس عليها غيرها) باختلاف النسبة. تصوّروا: السرعة 32638 مخالفة. عدم ربط الحزام 28666 مخالفة. الوقوف غير النظامي 23705 مخالفات. عدم وجود لوحات أو طمسها أو تحريفها 17224 مخالفة. قطع إشارة 16254 مخالفة. تظليل السيارة 15558 مخالفة. عدم حمل رخصة قيادة 14162 مخالفة. استخدام الهاتف أثناء القيادة 13968 مخالفة. تجاوز غير نظامي 7902 مخالفة. قيادة دون رخصة سير 6283 مخالفة. عكس السير 5996 مخالفة. دوران غير نظامي 4537 مخالفة. تحميل ركاب 1736 مخالفة. تفحيط 86 مخالفة. مخالفات أخرى متعددة 34610 مخالفات. ولابد أن من المخالفات الأخرى: الأبواق المزعجة/ الأنوار العالية/ التقدم على الإشارة الضوئية/ عدم استعمال إشارة السيارة عند إرادة الوقوف، وإرادة السير، الخروج من مسار إلى مسار، الاتجاه يميناً أو شمالاً…. إلخ. وكثرة هذه المخالفات تدل -مع الأسف والحزن الشديدين- على أن معظمنا تربى على الفوضى والاستهتار بالأنظمة وبأصول السلامة وأصول القيادة. ولا بد -أيضاً- أن كثيراً من المخالفات لا يعلم عنها المرور، أي تحدث في غيابه، ولا يمكن أن يحيط علماً بكل شيء. أعجبنى قول مدير المرور عن المفحطين (أين آباء هؤلاء؟ وهل يقوم المرور بتربيتهم؟ أين أسرهم عنهم؟ هل يربّي أبناءهم رجل الأمن؟) أكرر ما قلته قبل قليل إن كثرة تلك المخالفات تدل دلالة واضحة على انتشار الفوضى والاستهتار بكل شيء، والملاحظ أن معظم الشباب يقودون السيارات دون أن يكون لديهم (حبة قمح) عن أصول القيادة، فلا البيت يخبرهم ويعلّمهم، ولا المدرسة، ولا الشارع، بل يقودون سياراتهم كيفما اتفق. ما زلت أذكر ذلك الشباب السعودي الذي طمس لوحات سيارته في دبي فكانت الغرامة عشرين ألف درهم، ولما سئل لماذا فعل ذلك قال إني أفعله في بلادي، نشر هذا في إحدى صحفنا قبل أشهر. واطلعت على ما نشر في هذه الجريدة أيضاً بعددها رقم 253 وتاريخ 30/07/1434ه في الصفحة التاسعة أن سكان جدة ارتكبوا 64523 مخالفة في 21 يوماً، أكرر (كما نشر)، أربع وستين ألفاً وخمسمائة وثلاث وعشرين مخالفة في 21 يوماً، حوقلوا كما حوقلت، وأدعو لشبابنا وشيبنا بالعقل والقيادة الحكيمة التي هي فن وذوق وأخلاق (الله يجيبها). نشكو إلى الله من هذا الوضع المخيف بتلك التصرّفات المشينة المسيئة إلى سمعة المملكة وشعبها، والله الهادي.