تستمر قوات الأسد مدعومة بمليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني بإحكام الحصار على مدينة حمص، تمهيداً للسيطرة عليها فيما يستمر القصف العنيف لليوم الرابع على التوالي، وقال الناشط الميداني أبو بلال من داخل المدينة المحاصرة ل «الشرق»: إن النظام استقدم أمس قوات تقدر ب 15 دبابة من دمشق، فيما يستمر القصف العنيف بكل أنواع الأسلحة الثقيلة على جميع أحياء المدينة المحاصرة، وأكد الناشط أنه منذ 17 يوماً لم تصل أية ذخيرة إلى المدينة وأن طرق الإمداد أصبحت مقطوعة تماماً، واتهم الناشط بعض الجماعات بالتواطؤ لإسقاط حمص، عبر تخزين الذخيرة وتكديسها والحيلولة دون وصولها للأحياء المحاصرة، فيما ذكرت صفحة شباب حمص على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن ناشطين اكتشفوا مستودع ذخيرة ضخماً في حمص يعود لجماعة الإخوان المسلمين وقالوا إن الإخوان المسلمين لديهم مستودعات للذخيرة تكفي لتحرير بلاد الشام بأكملها، بينما تعاني الكتائب المقاتلة من نقص في الذخيرة. وقال الناشط إن قوات الأسد وحلفاءها ركزت بعد ظهر أمس قصفها على محور حي باب هود وسط المدينة وألقت بالبراميل المتفجرة على الجبهة الأمامية للحي في محاولة لاقتحامه، فيما دارت اشتباكات عنيفة على هذا المحور إثر القصف، وأوضح الناشط أن النظام يمارس سياسة الأرض المحروقة عبر التدمير الشامل لإجبار المقاتلين على التراجع لأجل تحقيق تقدم لقواته كما حدث في مدينة القصير. وربط الناشط ما يجري في حمص بما جرى في مدينة القصير وتلكلخ قبل أيام في محاولة النظام للسيطرة على المحافظة متبعاً سياسة التطهير الطائفي في القتل والتهجير، وحذر الناشط من أن سقوط حمص سيفتح الطرق أمام النظام باتجاه الريف الشمالي بأكمله. وفي ريف حلب قال المكتب الإعلامي بمدينة السفيرة ل «الشرق»: «إن قوات الأسد وحزب الله تحتجز في قرية «رسم النفل» بريف حلب الشرقي 208 أشخاص من الأهالي داخل مدرسة القرية كما أكد شخص استطاع الهروب من القرية. وأضاف المكتب أن الحادثة جرت بعد ارتكاب قوات الأسد مجزرة بقرية المزرعة القريبة منها، وأكد أن سبعين شخصاً قضوا في المجزرة بينهم أطفال ونساء، وأن 45 شخصاً رمتهم قوات الأسد في بئر، فيما أحرقت جثث 25 شخصاً أحياء داخل أحد المنازل بتاريخ 22 يونيو الماضي. وقال المكتب إنهم اكتشفوا أمس تفاصيل المجزرة بعد وصول بعض شباب القرية الذين كانوا خارجها، وأوضح المكتب نقلاً عن سيدة مسنة نجت من المجزرة أمس أن قوات الأسد وحزب الله دخلت القرية وجمعت الأهالي في ساحتها. وذبح ضابط أحد الأطفال بالسكين أمام أعين أمه وأبيه وإخوته الصغار وسكان القرية، ومن ثم وضعت عصابات سوداء على أعينهم ونقلتهم بسيارة كبيرة واقتادتهم إلى أحد الآبار، ورمتهم الواحد تلو الآخر أحياء في البئر فيما أحرق الباقون في أحد المنازل.