المهندس رستم الكبيسي أثناء الحوار جازان – محمد المواسي رجال الأعمال يرون أن استثماراتهم يجب أن تكون في المناطق الكبرى. بدأنا بعمل نواةٍ لمشاريع تكون جاهزة ليقوم المستثمر بتطويرها. ليس ذنب المستثمر أن تكون عروضه هي الأفضل.. معضلة المستثمر ووقفة رجال الأعمال هي المشكلة الرئيسة التي تواجه السياحة في جازان.. فثمة نهضة سياحية ورغبة جادة من قبل الجهات الراعية للسياحة.. الأرضية الجاهزة ووجود عوامل طبيعية كثيرة تؤهل جازان لمنافسة غيرها من المناطق خاصة في جنوب المملكة، التي بدورها تتميز بأنها قبلة سياحية مهة لسياح الداخل والخارج. ولعل المهندس رستم الكبيسي المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمين مجلس التنمية السياحية في منطقة جازان. يضعنا في التصور الحقيقي للسياحة في جازان من خلال الحوار الذي أجرته مع «الشرق» ف إلى نص الحوار.. أهم المشاريع * بداية حدثنا عما حققه الفرع من مشاريع سياحية منذ افتتاحه؟ - المشاريع التي أنجزها الجهاز ليست بقدر طموحاتنا ولكن توجد جهود جيدة. رؤيتنا في الهيئة أن نبدأ بتهيئة المناطق السياحية المحفزة للتنمية السياحية لذلك نرى أن مجلس التنمية السياحية في منطقة جازان من أنجح المجالس التنموية السياحية في منطقة جازان. فيما يخص الفرع فنحن منذ أن بدأنا في العام 1429ه مع الشركاء وهم الأجهزة الحكومية في المنطقة وضعنا خطة عمل على مدى ثلاث سنوات في ذلك الوقت، وكانت مقسمة إلى عدد من المحاور فيما يخص تهيئة المواقع السياحية والاستثمار والتسويق والإعلام والمهرجانات وبدأنا بنقل وتطوير المهرجان الشتوي، وجهزناه بكافة الاحتياجات من مواقف وإنارة ودوارات مياه. وفيما يخص المشاريع السياحية للمنطقة، فنحن لانملك ميزانيات ضخمة أسوة بغيرنا من الإدارات الحكومية، ولكن نبادر بمعية الشركاء لتهيئة مواقع سياحية تسهل الأمر على المستثمر. وذلك في ظل عزوف رجال الأعمال عن المنطقة. * ما السبب في عزوف رجال الأعمال؟ - البعض منهم يرى أن رياله سيجدي في المناطق الكبرى أكثر من هنا. والغرفة التجارية تعمل على جذبهم لكن دون فائدة، وفي ظل هذا الوضع رأينا أن نبدأ بعمل نواة لمشاريع بحيث تكون جاهزة لينطلق المستثمر بتطويرها مثل مرسى الحافة السياحية، حيث قمنا بتوفير مكتب لحرس الحدود وصالات انتظار للرجال والنساء. وإنشاء رصيف عائم.. ومقهى يقدم الوجبات والمشروبات السريعة.. وكذلك محل لبيع الهدايا وأدوات الرحلات وانشاء مكتب لتنظيم الرحلات السياحية ومصلى ودورات مياه جلسات ومظلات. ومن المشاريع أيضاً منتجع العين الحارة في الخوبة الذي سيتم تسلمه خلال الشهور القادمة، وهو أول مشروع من نوعه في المنطقة يتكون من عشر مغاطس وسيتم تشغيله بعد تسلمه من قبل مجلس التنمية السياحية في المنطقة لحين مجيء مستثمر لأنه لايمكن أن ننتظر حتى ذلك الوقت، فقد يطول الانتظار. وسيكون الدخول بمبلغ رمزي.. أما المشروع الثالث فستكون قرية القصار في أرخبيل جزر فرسان بعدما هُجرت وآلت للسقوط، فقمنا بترميمها وأصبحت محطة توقف لكل السياح.. كما قمنا بترميم خمسة نُزل بيئية بالقرية ورصف الممرات بالحجر الطبيعي وإنارتها. ووفرنا جلسات ذات مظلات على نفس الطراز العمراني للقرية ورممنا مسجد القرية والآبار الموجودة فيها، وأنشأنا بوابة للقرية.وأيضاً أنشأنا على شاطئ الفقوة منتجعاً سياحياً سنتسلمه الشهر القادم. وما ينقصنا في فرسان هو المنتجعات البحرية. السياحة والمستثمر.. * يتهمكم المستثمرون بالتعقيد في الاشتراطات؟ - غير صحيح.. أعتقد أن هذا الكلام من ناحية الفنادق تحديدًا في التصنيف.. ومانقرره هو من أجل السائح والتنمية السياحية في المنطقة.. وتصب في مصلحة المستثمر. * لماذا توقف تطوير شاطئ الطرفة؟ - هناك إشكالات وستحل قريبًا. * مستثمر مهرجان التسوق في القرية التراثية، هو مستمر منذ إطلاقه. فهل تم منحه هذا الامتياز لأنه من الشخصيات القيادية في المنطقة؟ - ليس صحيحاً أنه شخصية قيادية.. ومجلس التنمية السياحية في المنطقة هو المسؤول عنها ولايمكن أن يستثمر فيها إلا بمعرفة وإذن من سمو أمير المنطقة.. لدينا مهرجانان للتسوق أحدهما في رمضان والعيد والآخر في الشتاء. ونحن قبل البدء نخاطب شركات متخصصة ونسلمهم كراسة بالمتطلبات وكل مستثمر يقوم بتقديم عرضه ثم تحال العروض للجنة التنفيذية للمهرجانات في المنطقة أمين الغرفة التجارية وأمين المنطقة وأمين عام المجلس للتنمية السياحية في المنطقة وبرئاسة وكيل إمارة المنطقة الدكتور عبدالله السويد وتدرس العروض ثم يتم اختيار الأفضل. وليس ذنب المستثمر أن تكون عروضه هي الأفضل. وطبقًا للاشتراطات التي يفرضها الدفاع المدني.. بل إن المستثمر أنشأ حديقة حيوان صغيرة ولكنها حققت شيئاً كثيراً.. * ما العوائق التي تواجهكم؟ - نحن لا نواجه أي عوائق سواءً من الجهات الحكومية أو غيرها وكل مانحتاجه هو المستثمر فقط.. اللوم على الإعلام.. * قبل فترة انطلق في عسير أحد المهرجانات وحظي برعاية إعلامية ودعاية ضخمة بعكس المهرجانات التي تقام في المنطقة؟ - أوافقك أننا ضعفاء في هذا النهج.. ويلام على الإعلاميين في المنطقة عدم اهتمامهم بهذه المهرجانات، وقبل فترة أقمنا مسابقة بعشرة آلاف ريال لمن يقدم مواد إعلامية عن مهرجان التسوق فقط، ولكن فوجئنا بعدم فوز أي إعلامي بهذه الجائزة! * هل تتهمون الإعلام بتشويه سمعة المنطقة سياحيًا؟ - لا.. * هناك توجيهات بأهمية وجود ناطق إعلامي في كل الإدارات الحكومية فلماذا لايوجد لديكم؟ - نحن لدينا مركزية بالإعلام في الهيئة، ونحن كمديرين نستطيع إفادة الإعلاميين. * وما هو دوركم التوعوي؟ - التوعية أيضًا قد يكون لنا دور فيها كتوعية السياح من السيول وغيرها بلوحات تحذيرية، وسبل أخرى من التوعية. السياحة والآثار.. * الآثار وسرقتها وأعمال التنقيب ماذا بشأنها؟ - هناك عقوبات قانونية تتخذ في حق من يثبت ذلك في شأنه وتأتينا بعثات بشأن التنقيب عن الآثار في المنطقة ولدينا سجل الآثار الوطني يسجل ويدون فيه أصحاب الآثار للحصر. * وماذا عن متحف جازان؟ هو متحف إقليمي وأصبح قريباً من الإنشاء. * المناطق الجبلية أبرد من المناطق الساحلية.. أين التنمية السياحية في هذه المناطق؟ - المناطق الجبلية تفتقر إلى الخدمات التي تُعد من احتياجات السائح الأساسية.. وهناك اتجاه نحو عمل مسار سياحي للمناطق الجبلية من فيفا إلى الدائر وغيرها من المناطق الجبلية الباردة التي تتوفر فيها بعض المقومات السياحية.. وستكون هناك نواة لإنشاء نزل بيئية (مساكن من نفس تراث المحافظة) يشغلها مجلس التنمية السياحية في المنطقة على جنبات الطريق حتى مجيئ مستثمر. * هل صحيح أن العمل في المسار السياحي لجازان توقف؟ - ليس صحيحاً .. والمسار هو خط سير، يتم فيه التركيز على تهيئة المواقع وتزويدها بالخدمات التي يحتاجها السائح ولدينا مسارات قادمة بإذن الله. قرية القصار بعد تطويرها وترميمها موقع إقامة مهرجان الحريد تم تطويره من قبل الهيئة بمعية الشركاء مرسى الحافة السياحي مرسى الحافة السياحي بعد تطويره من قبل الهيئة (تصوير: ناصر سوادي)