محمد إبراهيم فايع درجت كثير من الأسر السعودية منذ فترة طويلة من الزمن على عادة حسنة، وخصلة جيدة، بقيامها بتخصيص جوائز للتفوق العلمي لأبنائها وبناتها المتفوقين في مراحلهم الدراسية دعما لهم، وتشجيعا لطموحاتهم، بعضها تكون مقتصرة على أبناء الأسرة، وبعضها شملت أبناء وبنات القبيلة لصاحب الجائزة، وبعضها تحولت إلى جائزة للتفوق العلمي لكل من يثبت تفوقه بجدارة. من تلك الجوائز الأسرية التي لا يزال لها صيت وتقام كل عام ما يمكن لي استحضاره وأعتذر إن لم أذكر بعضها «جائزة أسرة آل الماضي في الرياض، المهيدب في الرياض، العثمان في الأحساء، المزهم الشيحي في رفحاء، الخراشي في شقراء، حسن معجب الحويزي في خميس مشيط، وتميزت تلك الجوائز بأنها تسير وفق تنظيم مؤسسي جيد من حيث اللجان «الأمانة العامة للجائزة، اللجنة العلمية، العلاقات العامة» والجميل فيها أن بعضها قد جاوزت العقد من السنوات، وهي تشمل الطلاب المتفوقين والطالبات المتفوقات لجميع مراحل التعليم «العالي والجامعي والتعليم العام بمراحله الثلاث، والحقيقة أنها خطوة تصب في مسارها الطبيعي الإيجابي في تشجيع كل متفوق ومتفوقة وتحفزهم على النجاح، إذ إن ما يقوم به أصحاب تلك الجوائز من جهد وصرف عليها، يعد في صميم العمل الوطني المخلص. ومما تجدر به الإشارة هنا؛ أن جائزة الرجل الشهم «حسن بن معجب الحويزي» الحاصل على جائزة الخدمة الوطنية في جائزة أبها لعامي 1426 و1431 بجدارة واستحقاق، لم تعد مقتصرة على أبناء قبيلة آل الحويزي فحسب، وإنما شملت جميع المتفوقين والمتفوقات من طلاب التعليم العام في مدارس الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة عسير، وقد أقامت مؤخراً حفلها للعام الخامس على التوالي لتكريم الطلاب والطالبات من متفوقين ومبدعين وأصحاب المواهب والإبداعات للعام الدراسي 1433-1434، رعاه أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود، بمركز الأمير سلطان الحضاري في خميس مشيط، وإنصافا لذكر جهد هذا الرجل الذي لم ألتق به إلا مرة واحدة وفي لقاء عابر، أنه يعد مثالا للمواطن المخلص، الذي سخّر ماله بسخاء لما فيه خير أبناء وطنه وبناته، وأتمنى مستقبلا تطوير أفكار هذه الجائزة لتشمل شرائح أوسع في الميدان التربوي، فنسأل الله له التوفيق ومزيدا من الأعمال التي تصب في مصلحة مجتمعه.