حوار : هاني البشر عيد حرمني من اللعب للأهلي يا هلاليون.. ضَحُّوا بالبطولات من أجل نجاح الجابر أقول للاتفاقيين.. البعيد عن العين.. بعيد عن القلب طالب مدير الكرة السابق في نادي الاتفاق جاسم العثمان رئيس نادي الاتفاق بالاستقالة من منصبه وترك المجال لغيره بعد كل هذه السنوات الطويلة من الخدمة، مؤكداً أنه مع تجديد الدماء وعملية التدوير بحيث يكون عمل إدارات الأندية لمدة أربع سنوات، وإذا وفقت يجدد لها، وإلا تسند المهمة لإدارة جديدة تجد القبول من أعضاء الشرف والجمعية العمومية. وقال العثمان في حواره مع «الشرق»: «لا أعرف سر تمسك الدوسري برئاسة الاتفاق، وينبغي عليه ألا يأخذ زمنه وزمن غيره»، مشيراً إلى أن الدوسري لم يقصر في خدمة الاتفاق ويستحق التكريم، لكنه يجب عليه أن يفتح المجال لغيره بعد كل هذه السنوات الطويلة من الخدمة. العثمان الذي عاتب الاتفاقيين على تجاهل اسمه في مهرجان التكريم الذي يقام سنوياً في شهر رمضان، تحدث عن مشواره الرياضي، وسر انتقاله إلى الأهلي، ومن ثم التحاقه بالعمل الإداري في نادي الهلال، وأسرار غيابه عن الساحة الرياضية في الوقت الحالي، وغيرها من المواضيع. . إليكم تفاصيلها.. * كيف ترى الاتفاق اليوم؟ - بصراحة انقطعت في فترة من الفترات عن متابعة النشاط الرياضي في المملكة، وتحديداً من عام 1415 إلى 1419ه وهي فترة عملي في مكتب «إيه آر تي» في دبي، وقبل هذه الفترة كنت أتابع الاتفاق خصوصاً عندما انتقلت للرياض عام 1405ه، وحرصت بعد عودتي من دبي على متابعة الاتفاق، وما يميزه عن غيره من الأندية أنه يكتشف اللاعبين، ويعتبر الفريق الأفضل في اللعب الجماعي، ورغم ابتعاده عن منصات التتويج إلا أنه فريق يستحق المشاهدة والمتابعة، وتراجع مستواه من فترة لأخرى أمر طبيعي في كرة القدم. * أصبح الاتفاق يتخلى عن لاعبيه البارزين من أجل المادة، فكيف تنظر إلى هذا الأمر؟ -لا أجد أي حرج في هذا الأمر، فاللاعب تكون لديه الرغبة في الانتقال لتحسين مستواه المعيشي، وخوض تجربة احترافية جديدة، والنادي يريد أن ينقذ الموقف المالي، خصوصاً إذا علمنا أن الدعم الشرفي في أندية المنطقة الشرقية أقل بكثير مما يقدمه أعضاء الشرف في منطقتي الرياض ومكة المكرمة، ومع الأسف أكبر التجار من المنطقة الشرقية ولكن مع احترامي وتقديري لهم دعمهم للرياضة محدود جداً. * وما تعليقك على صفقة انتقال يحيى الشهري للنصر؟ - أعتقد أن أرقام الصفقات مبالغ فيها، والاحتراف تسبب في مشكلات كبيرة للأندية، وعموما الأندية تدفع للاعبين الأجانب مبالغ كبيرة رغم أنهم دون المستوى، ومن باب أولى أن تذهب هذه المبالغ لأبنائنا اللاعبين، في السابق لم يستفد اللاعب المحلي لأنه لم يكن هناك احتراف، وحالياً يستاهل اللاعبون سواء يحيى الشهري أو غيره الأموال التي تدفع لهم. * دأب الاتفاق على تكريم لاعبيه السابقين سنوياً في شهر رمضان.. فهل تم تكريمكم؟ - لم يتم تكريمي، وربما يكون هذا مأخذي على الإدارة، ولا أظلم الجميع لأن عملية الوصول إليّ صعبة إلى حد ما لتنقلاتي المستمرة بين مدن الرياضوجدةودبي، وعموماً ابتعدت عن الصورة لكن الاسم يظل موجوداً، فلماذا لم يتصلوا بي ويبحثوا عني طالما التكريم أصبح عادة سنوية، ومن الصعب أن أقول لهم كرموني، لكن كما يقول المثل الشعبي «البعيد عن العين بعيد عن القلب». * وما رأيك في استقالة نائب رئيس الاتفاق خليل الزياني من منصبه؟ - الشخص الوحيد من الاتفاق الذي بيني وبينه اتصال من وقت إلى آخر هو خليل الزياني، وهو أخ بالنسبة لي وشخصية أحبها وأقدرها كثيراً، فقد تزاملنا في نادي الاتفاق وكنا نمثل على مسرح النادي، كما عملت معه مديراً للكرة إبان فترة تدريبه للفريق، وهو طاقة وطنية تستحق كل تقدير، وأعتقد أنه جاء الوقت الذي يجب أن يرتاح فيه، وهو اختار الوقت المناسب. * وماذا عن رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري؟ - ينبغي على عبدالعزيز الدوسري أن يستقيل من منصبه لأنه أخذ فرصته وقدم كثيراً دون منّ أو أذى، ويجب أن لا يأخذ زمنه وزمن غيره، ولا أعرف سر تمسكه بهذا المنصب وعدم ترك المجال لغيره، وللأمانة الدوسري رجل عصامي كون لنفسه شخصية ومكانة اجتماعية ورياضية ويستحق التكريم بعد كل هذه السنوات الطويلة، وأقول له أنا لا أطالبك بالتنحي، ولكن إذا ظهر شخص آخر لديه القدرة، عليك أن تدعمه ليكمل المشوار، وفي حال رغب في الاستمرار فليستمر، وأنا واثق من أنه سيتعب، وأنا مع تجديد الدماء ومع عملية التدوير، وأن تكون إدارات الأندية لمدة أربع سنوات وإذا وفقت الإدارة يجدد لها، وإلا فلترحل وإسناد المهمة لشخص آخر لديه القدرة ويجد القبول من أعضاء الشرف والجمعية العمومية. * نطوي صفحة الاتفاق للحديث عن مشوارك مع الأهلي.. ما سر هذا التحول؟ - انتقلت إلى جدة عام 1390ه بهدف الدراسة في المعهد الفني للملاحة الجوية ومن ثم اللعب إلى الأهلي، فتم إسقاط اسمي من كشوفات نادي الاتفاق وسجلت للأهلي كحارس مرمى دون مقابل، وسبقني في ذلك اللاعب عبدالله يحيى الدوسري بالانتقال من الاتفاق إلى الأهلي، ولم ألعب أي مباراة مع الأهلي فقد كان الحارس الأساسي أحمد عيد وكان فتحي داغستاني احتياطياً له، ولم أمكث طويلاً في الأهلي لأنني غيرت مركزي بسبب وجود أحمد عيد وداغستاني في مركز حراسة المرمى. * وبماذا خرجت من هذه التجربة؟ - التجربة كانت جميلة جداً، لأن الأهلي نادٍ أنموذجي بمعنى الكلمة بأنشطته الثقافية والاجتماعية والرياضية، وكان الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله الرئيس الفخري للنادي يحضر يومياً إلى النادي، وهو بالمناسبة كان الرئيس الفخري لنادي الاتفاق وأبرز داعميه، وأتذكر أنني استلمت منه مبلغ مائة ألف ريال في ذلك الوقت دعماً منه لنادي الاتفاق، ولا أنسى كذلك دعم الأمير محمد العبدالله الفيصل رحمه الله لنادي الاتفاق. وصحيح أنني توقفت عن اللعب مع الأهلي، ولكنني كنت أحرص على الحضور إلى النادي برفقة الزميلين صالح عبدالكريم وبشير السويلم، واستفدت من هذه التجربة كثيراً خصوصاً عندما عدت للمنطقة الشرقية كإداري في نادي الاتفاق، حيث طبقت ما شاهدته في النادي الأهلي. * وماذا عن انتقالك للعمل في نادي الهلال؟ - كانت هناك علاقة قوية تربط بين ناديي الاتفاق والهلال، وهي امتداد لعلاقات شخصية تطورت على مستوى الناديين، وعند قدومي للعمل في نادي الهلال لم يكن مستغرباً، صحيح أن بعضهم لمح بقولهم نسمع انتقال لاعبين لكن لم نسمع بانتقال إداريين، وأنا أعذرهم على ذلك لأنهم لم يعرفوا السبب الحقيقي وراء وجودي في الرياض التي انتقلت إليها بسبب برنامجي التليفزيوني «تحت الأضواء» وكان ذلك من عام 1405ه إلى عام 1407ه. * حدث خلاف على منصبك في نادي الهلال، فهل كنت كما يقال مشرفا عاما على الفريق أم مديرا للكرة؟ - هذه المعلومة حصل فيها لبس ودعني أوضحها حيث عرض عليّ أن أكون عضو مجلس إدارة لأنه كانت هناك خانتان في مجلس الإدارة لم تكتملا فتم ترشيحي ولم أرغب بأن أكون مديراً للكرة، والأمير عبدالله بن سعد رحمه الله قالي لي إن سيرتك طيبة في نادي الاتفاق ونتمنى أن تتولى إدارة الكرة، ومن ثم تشكلت لجنة للإشراف على كرة القدم، وكان المشرف على هذه اللجنة الأمير نواف بن محمد، وكان لهذا الرجل دور كبير جداً في النجاحات التي حققها نادي الهلال، وضمت اللجنة خمسة أشخاص وهم الأمير نواف بن محمد والأمير عبدالله بن سعد رحمه الله والأمير خالد بن محمد والأمير فهد بن محمد وشخصي، وبعد ذلك كان هناك توجه من الأمير عبدالله بن سعد رحمه الله باستحداث منصب مدير عام النادي وهو حالياً منصب أمين عام النادي، وكنت أول من يتولى هذا المنصب، كما رشحت أيضا كسكرتير مجلس الإدارة وليس سكرتير النادي. * برأيك ما سبب النجاحات التي تحققت إبان توليك منصب مدير الكرة الهلالية؟ - أعتقد أن الانتظام في صرف المكافآت ومعالجة مشكلات اللاعبين حتى على المستوى الأسري كانت سبباً في كل ما تحقق من نجاحات، وكانت هذه أحد الشروط التي اشترطتها للعمل، والأمير عبدالله بن سعد رحمه الله كان داعما لي في كل الأفكار التي طرحتها، ووقتها كنت أستلم دخل المباراة من الملعب بعد نهاية اللقاء مباشرة وأوزعه على اللاعبين كمكافآت في النادي، وكانت المكافأة ألف ريال للفوز و500 ريال للتعادل، وكنا ندير الفريق بتوازن وبسياسة شعرة معاوية، وحتى أكون منصفا للتاريخ الرياضي كان هناك شخص مجهول وهو محمد النقير، فهذا الرجل كان متطوعاً لخدمة النادي دون أي مقابل، وهو سبب نجاحي في مهمتي في الهلال، وعلى الرغم من أنه لم يكن لديه أي منصب إلا أن وجوده المستمر في النادي جعل منه حلقة الوصل بين الإدارة واللاعبين في معالجة مشكلاتهم لدرجة أن اللاعبين يثقون به في مشكلاتهم الشخصية، والحمد لله حققت مع الهلال بطولة الدوري موسم 1405/1406، وبطولة كأس الخليج التي أقيمت في الرياض. * هل واجهتك صعوبات في الفريق الهلالي؟ - الصعوبات لم تكن من اللاعبين بل كانت من المدربين، وأذكر أن أول احتكاك كان مع كاندينو، وهذا المدرب لم أكن مع وفاق معه، وكان عنيداً بمعنى الكلمة خاصة في تغييراته أثناء المباراة، وكنت أقول له دائما أنت لم تفعل شيئا للهلال لأن الفريق لا يحتاج إلى مدرب، وكان يغضب مني، وما لا يعرفه أحد أن كاندينو إذا تأخر الراتب أو لم تصرف له مكافأة أسوة ببقية اللاعبين يقاطع التدريبات والمباريات، وسبق له أن رفض السفر مع الفريق إلى المدينةالمنورة لهذه الأسباب ومع هذا هو مدرب مميز وله أسلوبه الخاص، وعند مغادرته ترك توصية للمدرب الذي سيخلفه بعدم إعطائي فرصة في العمل معه، وجاء بعده المدرب نوغيرا وبصراحة لم يكن في مستوى الهلال، ومن المدربين الذين اشترطوا إبعادي أيضا المدرب مانيلي لكن الأمير عبدالله بن سعد لم يرضخ له، وسعى لتقريب وجهات النظر، وفيما بعد كلفني بالإدارة العامة لنادي الهلال وفي نفس الوقت عضوا في مجلس الإدارة وعضوا في لجنة كرة القدم. * كيف ترى الهلال اليوم، وما رأيك في خطوة تعيين سامي الجابر مدرباً للهلال؟ -كما قلت لك سابقا، لم أعد أتابع النشاط الرياضي كما كنت سابقاً، ومنذ 15 عاماً لم أحضر إلا مباراة واحدة فقط في استاد الملك فهد الدولي، ولكني أتابع المباريات عبر الشاشة وأستمتع كثيراً بمباريات الهلال، وأنا لست متعصباً، وبالنسبة لسامي الجابر فقد اجتهد ولم يغامر باسمه، حيث ذهب إلى فرنسا وعمل ضمن الجهاز الفني لفريق أوكسير، وهو شخص ذكي له نظرة مستقبلية، ويملك خبرة كروية عالية بدليل تحليله للمباريات الأوروبية، وأقول للهلاليين لا تتعجلوا الحكم عليه ولا تطالبوه ببطولة، امنحوه الفرصة، والغياب عن منصات التتويج في عام ليس المهم الأهم صناعة فريق ينافس على بطولات العام المقبل. * يتساءل بعضهم عن ابتعادك عن المجال الرياضي.. فما سر ذلك؟ -ليس في الأمر أسرار، لكن الإعلام سرقني حتى من بيتي ونفسي، وأصبح ثوبي الذي لا أستطيع تغييره، ولم أتمكن من الجمع بين الإعلام والمجال الرياضي، وبعد أن تقدمت باستقالتي من الهلال توقف نشاطي الرياضي، وانتقلت إلى مدينة جدة عام 1409ه والتحقت بمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر وكلفت بإدارة وحدة الإنتاج المرئي، وفي عام 1994م انتقلت إلى دبي وانقطعت صلتي بالرياضة تماماً، وعدت من دبي أواخر العام 1998 على أمل العودة للوسط الرياضي من خلال نادي الهلال، وكاد هذا أن يحدث بعد أن اجتمعت مع الأمير عبدالله بن سعد رحمه الله في منزله وتم التفاهم على أن أعود إلى نادي الهلال كمدير عام للنادي، وكان ذلك قبل وفاته بيوم ومن أوصلني لمنزلي ذاك المساء كان سامي الجابر، والشخص الوحيد الذي يعلم بهذه المعلومة هو عبدالعزيز العبدان الذي انتقل إلى رحمة الله في نفس الحادث مع الأمير، وكنت سأسافر معهما إلى القصيم لكن كلفت من قبل التليفزيون وقتها بالتحليل الرياضي. * أنت الآن مستشار إعلامي.. فما تقييمك للإعلام الرياضي السعودي؟ - الإعلام الرياضي تغير كثيراً، ففي فترتنا كانت الصحف قليلة ولم تكن تثير حساسية أو تسبب مشكلات، وحالياً أصبحت أكثر انتشاراً وأكثر تنوعاً، والجميع بيحث عنها ومعظم قراء المملكة يهتمون بالصفحات الرياضية، ونحن مع هذا التغيير لكننا بحاجة إلى التوازن في الطرح وصحافة رياضية معتدلة دون تحيز ولا تثير المشكلات، نريدها أن تنتقد وتحاسب بعقلانية ومنطق، وعلى الرغم من دخول الإعلام الحديث كالصحافة الإلكترونية وتويتر على خط المنافسة إلا أن الإعلام المقروء ما زال له جمهور متابع وقارئ، وأنا واحد منهم. * وكيف تنظر إلى الدوري السعودي الآن؟ -أختلف كثيراً مع من يقول إن الدوري السعودي أقوى دوري عربي، وأعتقد أننا نبالغ في هذا الوصف لأنه وبصراحة هناك مباريات تتمنى أنك لم تشاهدها بسبب تدني المستويات، وهذا التدني له أسبابه أهمها على الإطلاق إرهاق اللاعبين بسبب مشاركتهم في خمس بطولات خلال الموسم ناهيك عن المشاركات في البطولات الخليجية والعربية والآسيوية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، وكل هذه المشاركات أرهقت اللاعبين وتسببت في تذبذب مستوياتهم ومثال على ذلك فريق الفتح الذي حقق بطولة الدوري لكنه لم يظهر بمستواه المعهود في كأس الملك للأبطال، وينبغي على الاتحاد السعودي لكرة الكرة أن يعيد النظر في برمجة مسابقاته ومشاركات الأندية الخارجية. * دخلت الرياضة السعودية مرحلة جديدة باعتماد الأندية على النجوم الشباب وإبعاد النجوم المشهورين.. ما رأيك؟ - أرى أن جيل الشباب يستحق أن تمنح له الفرصة لأنه إذا لم يصعد اللاعب إلى الفريق الأول وهو في عمر صغير فمتى سيمثل ناديه والمنتخب؟، وما فعله الاتحاد يستحق الإشادة والتقدير، ففي البداية غضب الاتحاديون على رئيس النادي محمد الفايز عندما أبعد كبار النجوم أمثال محمد نور، ولكنهم سرعان ما أشادوا به بعد المستويات المميزة للاعبين الشباب وتتويج الفريق بكأس الملك للأبطال. * ماذا تحتاج الكرة السعودية حتى تعود إلى سابق عهدها؟ - نحتاج إلى غربلة ووقفة، ولابد أن نهييء الكوادر على المستوى الإداري والإشرافي والتدريبي سواء في المنتخبات أو الأندية، وأعتقد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم يسير خطوات جيدة الآن، وكل ما أتمناه أن يدعمه الإعلام ويسانده فعليا، لأن عودة الكرة السعودية تتطلب تضافر جميع الجهود، ودعم كافة الأنشطة الرياضية وليس كرة القدم فقط. العثمان متحدثا للزميل البشر (تصوير: حمود البيشي)