أكد عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند احتراق جرم فضائي فوق المنطقة الوسطى بُعيد منتصف ليلة السبت الماضي 13 شعبان، عند الساعة 12:15ص؛ حيث أثار الرعب والخوف عندما شع نوره القوي حتى أضاء الأرض وطغى على نور القمر، فلفت انتباه عشرات الآلاف من الناس في حدود المنطقة الوسطى والغربية أيضاً، وهم يشاهدون حدثاً سماوياً نادراً استغرق عمره بضعة ثوانٍ فقط، لدرجة أنه لم يتسن تصويره وتوثيقه. وقال «أخضعت عشرات المشاهدات التي بلغتني عبر حسابي في تويتر للتحليل فتبين لي أن ما حدث هو عبارة عن جرم فضائي حديدي أو ربما صخري (نيزك) اقترب من كوكب الأرض فجُذب بواسطتها فلما دخل الغلاف الجوي للأرض، وذلك عند الساعة 12:15ص تقريباً، وبسرعة قد تصل إلى 65 ألف كم في الساعة (أي أسرع من الصوت ب 53 مرة)، وعند احتكاكه بذرات الغلاف الجوي وعناصره الغازية ولما بلغ الطبقة التي تحترق فيها الشهب عادة 80 كم فوق سطح الأرض، ارتفعت حرارته إلى أكثر من 2500 درجة مئوية تقريباً، فبدأ بالاحتراق والاشتعال والانفجار فتفتت، مشكلاً مشهداً ملفتاً ومرعباً في السماء؛ حيث شُوهد بالعين المجردة وهو على ارتفاع قد يصل إلى نحو 50 كم تقريباً، وكان لونه مختلطاً بين الأبيض والأزرق والأخضر، وفقاً لعناصره الكيميائية المكونة للنيزك، ولا يُعلم على وجه التحديد حجمه، إلا أنه عادة مثل هذه الأحداث التي تم وصفها يكون أصغر من كرة القدم. وأوضح الباحث الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء ملهم محمد هندي أن التحليلات الأولية تؤكد أنه نيزكاً صغير الحجم دخل الغلاف الغازي للأرض بسرعة كبيرة جداً أدى احتكاكه بالغلاف لاحتراقه وانفجاره قبل وصوله الأرض على مسافة كبيرة فوق سطح الأرض وأما اللون الذي ظهر به هذا النيزك فيعود لمكوناته وعناصره الكيميائية التي تتفاعل مع الحرارة فهو مشابه للنيزك الذي ضرب جنوبروسيا في فبراير الماضي إلا أن حجمه أصغر من الذي ضرب روسيا. وقال الناطق الإعلامي لهيئة المساحة الجيولوجية في جدة طارق أبا الخيل: « إن الهيئة ليس لها بكل ما يحدث في السماء من الأجرام السماوية أو الشهب والنيازك وغيرها، فنحن مختصون بالأحداث التي تحصل في الأرض براكين أو زلازل أو تعدين أما الأحداث التي تحصل في السماء فهي من اختصاص قسم علوم الفلك والفضاء في جامعة الملك عبدالعزيز».