إن التغيرات التي تطرأ على الشخص وتُغيِّر مجرى حياته تماماً ما بين يوم وليلة وتكسر طموحاته ويصبح بذلك عاجزاً عن كل شيء ولا يملك أي قدرة، ولا حتى أي همة للنهوض من تلك الخيبات المتتالية، تجعله متألماً متأملاً بحرقة الوجع، فلا هو ذلك الطَموح ولا هو ذلك المتعافي، تجده في أرق دائم وبين تفكير لا ينضب وما بين إعادة ترتيب أولويات وأهداف للحياة دون عمل، وما بين تهميش لأهداف قد كرَّس نفسه لها، وتارة أخرى يمحو كل تلك الأفكار ويحاول التعايش مع روتينه الجديد، وما إن تتوازن الأمور في حياته حتى تبدأ الأهداف التي قد وضعها تنبش استقراره وكأنها تُذكره بخذلانه فيعود الأمر إلى ما كان عليه، بل ويزداد الأمر سوءاً ويستمر ذلك الوضع لعدة أسابيع وربما إلى شهور، ويظل ذلك الشخص يحارب أفكاره وهواجسه، لذلك علينا أن نبقى معه وأن نضع يدنا في يده، وأن نذكِّره بإنجازاته السابقة، وأن نقدِّر ما يمر به حتى ولو لم يخبرنا بذلك فأسلوبه سيتغير، نظراته ستبدو بائسة، ضحكاته ستكون زائفة، والرسول صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا، فقد قال ما معناه: «المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». لذا فلنبق معه ونكف عن أسئلتنا المتكررة عن سبب تغيره وما يحدث له.