ستكون الطريق مشرعة لمنتخب إسبانيا في بلوغ نصف نهائي مسابقة كأس القارات 2013 لكرة القدم المقامة في البرازيل، عندما يواجه تاهيتي المتواضعة في بيلو هوريزونتي اليوم في الجولة الثانية من تصفيات المجموعة الثانية من الدور الأول. وكان المنتخب الإسباني، بطل أوروبا 2008 و2012 وبطل العالم 2010، استهل مشواره في ريسيفي الأحد الماضي بالفوز على الأوروجواي 2-1، فيما منيت تاهيتي صاحبة الإمكانات المتواضعة بخسارة ساحقة أمام نيجيريا 6-1. وصحيح أن كثيرين شككوا بخيارات المدرب فيسنتي دل بوسكي الذي قرر عدم استدعاء لاعبين مثل الحارس دافيد دي خيا وتياجو الكانترا وإيسكو إلى كأس القارات والإبقاء عليهم مع منتخب دون 21 عاماً المتوّج أوروبياً، رغم أنهم فرضوا أنفسهم من العناصر الأساسية في فرقهم وعلى أعلى المستويات، إلا أنه نجح بخبرته في قيادة «لا فوريا روخا» إلى الفوز الأول. واعتمد صاحب الشاربين الكبيرين في المباراة الأولى على الحارس المخضرم إيكر كاسياس بدلاً عن فيكتور فالديس على رغم جلوسه احتياطياً مع فريقه ريال مدريد الموسم الماضي، وتشافي في خط الوسط، فلم تعكس النتيجة حقاً مجريات اللقاء والهيمنة الإسبانية خصوصاً في الشوط الأول. لا يمكن القول إن منتخب دل بوسكي منتخب عجوز لأنه، وحتى في ظل وجود كاسياس وتشافي في التشكيلة، كان معدل الأعمار في مباراة الأحد 27 عاماً فقط، وذلك لأن مدرب ريال مدريد السابق اعتمد ومنذ وصوله بعد كأس أوروبا 2008 خلفاً للويس أراجونيس على الزج بالوجوه الشابة في التشكيلة، مستنداً على النجاحات في البطولات العمرية مثل بطولة أوروبا لدون 19 عاماً التي فاز الإسبان بنسختيها الأخيرتين، وبطولة أوروبا لدون 21 عاماً التي فاز بها «لا روخيتا» قبل عامين في الدانمارك وأمس الأول ضد إيطاليا 4-2. وأصر لاعب الوسط بيدرو على احترام تاهيتي، المهددة بتلقي مزيد من الأهداف، علماً أن خسارتها القياسية تعود إلى العام 2004 عندما سقطت أمام نيوزيلندا 10-صفر: «من الواضح أننا المرشحون، لكن كل المباريات صعبة. ما يمكننا القيام به هو تطبيق أسلوبنا واحترام خصمنا بدلاً عن القول إننا سنسحقهم». وأصبح بيدرو على بعد 3 أهداف من معادلة الرقم القياسي للألماني غيرد مولر (14 هدفا في موسم 1971-1972) والبرازيلي رونالدو (1996-1997)، والهولندي باتريك كلايفرت (1999-2000). ويرجح أن يقوم دل بوسطي ببعض التغييرات، ومنها إشراك المهاجم فرناندو توريس لاعب تشلسي الإنكليزي على رغم تألق بيدرو وروبرتو سولدادو. أما مدرب تاهيتي إيدي إيتايتا، فيأمل أن يكون لاعبوه الهواة قد استفادوا من مباراة نيجيريا: «عندما تشاهد مباراة إسبانيا الأخيرة، تبدأ بالقلق. تكتيكياً، يجب أن نلعب أفضل. ومن وجهة نظر بدنية، يجب أن نكون أقوى في المواجهات الثنائية. ويقود المباراة الحكم الجزائري جمال حيمودي. نيجيريا والأوروجواي على رغم نتائجهما المتناقضة في الجولة الأولى، ستكون مباراة نيجيريا والأوروجواي حاسمة للتأهل إلى نصف النهائي عندما يلتقيان في سالفادور. مباراة حاسمة، لأن نيجيريا تواجه إسبانيا القوية في الجولة الثالثة وتلعب الأوروجواي مع تاهيتي المتواضعة. وقبل الخسارة مع إسبانيا، وصف مدرب الأوروغواي أوسكار تاباريز مباراة نيجيريا بأنها «المباراة المفتاح» فيما اعتبرها قائد الفريق دييغو لوغانو «النهائي بالنسبة لنا». لكن بحال التعادل، ستبقى الأمور معلقة بينهما حتى الجولة الأخيرة المقررة الأحد المقبل. وتعتمد الأوروغواي على مهاجم ليفربول الإنجليزي لويس سواريز صاحب هدف رائع من تسديدة حرة في مرمى إسبانيا، بالإضافة إلى الهداف الخطير إدينسون كافاني. أما مشوار نيجيريا قبل الوصول إلى البرازيل فعكرته مشكلات بخصوص مكافآت اللاعبين، لكن المدرب ستيفن كيشي عبّر عن ارتياحه بعد الفوز الأول على تاهيتي، ويأمل كيشي أن يتعافى لاعب وسط لاتسيو الإيطالي أوغينيي أونازي بعد غيابه عن لقاء تاهيتي لعلاج ركبته المصابة في نيجيريا. وتقام المباراة على ملعب «أرينا فونتي نوفا» في سالفادور عاصمة ولاية باهيا في شمال شرق البرازيل، البالغة سعته 48747 متفرجاً، والذي بني خصيصاً لكأس القارات وكأس العالم 2014. وتم تهديم الملعب القديم العائد لناديي باهيا وفيتوريا في 2010. دييجو فورلان