لم يظهر في الهلال لاعب أو نجم، من خلال معرفتي بهذا النادي، جمع بين الموهبة والثقافة كما هو الحال مع النجم الخلوق نواف التمياط، هذا النجم الذي أجبرته الإصابة على التنحي عن مداعبة كرة القدم بعد أن قدّم سنوات من الإمتاع والإبداع، الممزوج بالموهبة الفذّة والثقافة العالية، داخل الملعب يغلفها سلوك وخُلق ومثالية قلّما تجدها في نجم آخر، هذا النجم الذي لم يأخذ حقه إعلامياً، مع الأسف، كان أنموذجاً نفخر به كرياضيين وكنا نتمنى أن يواصل ركضه داخل الملعب ليُمتعنا أكثر، إلا أن الله سبحانه شاء أن ينتهي مشواره الرياضي بداعي الإصابة بعد أن قدّم كل شيء لناديه ومنتخب بلاده، لا أعلم حقيقة، كيف لنادٍ مثل الهلال أن يُفرّط بنجم مثل التمياط دون الاستفادة من خبرته وثقافته، ومن يقف خلف ذلك؟!هل يُعقل أن يبقى فِكر التمياط خارج أسوار نادي الهلال بينما هناك من لا يحمل حتى شهادة «الكفاءة»، يرتع في النادي!، من يتابع التمياط الآن والإمكانات التي يمتلكها من حيث الثقافة والرؤية الفنية والقدرة على الوصف والتحليل يضع أكثر من علامة استفهام على إقصاء هذا النجم من الكتيبة الزرقاء، هل التمياط لا يرغب بالعمل في النادي أم أن هناك من لا يرغب بوجوده، ولماذا؟، فِكرُ التّقريب والإقصاء حسب العلاقات والمصالح هو من أضرّ بكُرَتنا، وهو من دفع بالأقل موهبة وثقافة لتَصدُّر المشهد، بينما الأفضل والأكفأ يُبعد لأسباب لا علاقة لها بالرياضة!. التمياط فارس، لكنه مع الأسف، بلا جواد، وحينما يجد من يُهدي له جواداً أصيلاً يليق به، لن يسبقه أحد في المضمار الأزرق .