في خطابه الأخير قال حسن نصرالله إن حزب الله لا يخجل بشهدائه، إذن لماذا شيَّع الحزب أكثر من مائتي قتيل من الذين سقطوا في سوريا ووضع على ملصقات النعي عبارة: سقط وهو يؤدي واجبه الجهادي. في خطابه قال إن حزب الله يقاتل دفاعاً عن النظام السوري في وجه المشروع الأمريكي الإسرائيلي التكفيري، وهنا لماذا وفي نفس الخطاب ادَّعى أن حزب الله لا يريد هذه الحرب، وأنه يذهب إليها مُرغماً؟! في خطابه قال إن للولي الفقيه (أي خامنئي) صوتا واحدا في الانتخابات الإيرانية مثل أي فلاح أو قروي في إيران.. وكلنا يعرف أن فتوى الولي الفقيه تجمع على الأقل نحو عشرة ملايين صوت في إيران، بل تحرك حزب الله وعصائب الحق والحوثيين لإشعال حروب في بلادهم. اتَّهم نصرالله في خطابه قوى الرابع عشر من آذار بأنها ترسل الشباب للقتال في سوريا وتدفن قتلاها هناك وتقوم بإسكات أهلهم.. والحقيقة أن قوى الرابع عشر من آذار تحالفٌ سياسي ليست عنده بندقية صيد واحدة مع الأسف، وحزب الله هو من فعل ذلك على مدى عامين. طبعاً نصرالله في خطابه كالعادة ادَّعى أنه ضد الطائفية، وهو من زرع الفتن الطائفية بشهادة قادة ورموز من الطائفة الشيعية. وهو من يقود في المنطقة حزباً طائفياً ليس فيه رجل واحد غير شيعي. فعلاً لقد سبق حسن نصرالله مسيلمة الكذاب، وربما يصبح في المستقبل مضرباً للمثل بدلاً من مسيلمة، لأن أسطوانات الكذب المستمرة منذ سنوات طويلة لم تتوقف رغم أن اللعب قد صار على المكشوف، ولم يعد يستطيع لا حسن نصرالله ولا الولي الفقيه ولا أي أحد في المنطقة أن يختبئ وراء إصبعه. هذا الرجل يذكِّرنا بحكاية النعامة التي دفنت رأسها في الرمال وظنَّت أن أحداً لم يعد يراها.