صورة ضوئية لمقالة – مجلس الشورى أشار الكاتب محمد البريدي في مقاله المنشور يوم الأربعاء 19 رجب المنصرم تحت عنوان «مجلس الشورى.. حليب أُمّ ومدرسة أهلية» إلى حديث للأمين العام لمجلس الشورى بأنه وزع تعميماً يحث الأعضاء على عدم التوسع في الحديث مع وسائل الإعلام حول ما يصدر من قرارات حتى يصدر بشأنها قرارات من مجلس الوزراء حتى لا يرتفع سقف التوقعات لدى المواطنين. وفرحت بمقال يتطرق لمجلس الشورى كعادتي مؤملاً أن يكشف نقصاً لعل المجلس يتداركه أو يقدم فكرة مميزة تهدف لخدمة المواطن وتقدم الوطن، وأتمنى أن أقرأ للكاتب وغيره من الكتَّاب المتميزين مقالاً عن رؤيتهم للمجلس سابقاً وحالياً وتطلعاتهم، ولكن أفاجأ بعكس ذلك. أقول للكاتب الكريم: التعميم إجراء داخلي له أبعاد لا ندركها، وللأسف فقد كان المقال هزلياً بعيداً عن الواقع؛ وإلاّ فالجميع يدرك أن مجلس الشورى ليس على قدر الطموحات التي يأملها المواطن. لكن ألا يمكن أن تكون دراسة حليب الأطفال والمدارس الأهلية هي البداية على الطريق المؤمل من المجلس؟ يقول: «مَنْ قال لكم -أصلاً- إن توقعاتنا مرتبطة بما تتحدثون به لوسائل الإعلام؟ صدقوني العكس هو الصحيح»، وأقول له لماذا وضح لنا: الجميع يتمنى مساعدة المجلس بأفكار بناءة بعيداً عن الاستهتار. ويقول: «عندما يسمع الناس أن مجلسكم الموقر يناقش قضية مهمة يضعون أيديهم على قلوبهم؛ خوفاً من أن يتمخض النقاش في النهاية عن توصية بتفضيل حليب الأم على الحليب الصناعي، أو الموافقة على إنشاء مدرسة أهلية؛ مع أنه لا رابط أبداً بين حليب الأم والمدرسة الأهلية إلاّ عندكم»، وأقول للكاتب: لم أفهم مغزى هذه الجملة الهزلية. ويقول: «ختاماً الناس المرتاحون لا يمكن أن يشعروا -فعلاً- بمعاناة الكادحين وغير المرتاحين، ولذلك فلن يغير التعميم بعدم التوسع في الحديث لوسائل الإعلام من الأمر شيئاً؛ ببساطة لأن المواطن لم يعد يثق في تصريحاتكم». وأقول: نعم أوافقك على أن المواطن يأمل كثيراً من المجلس، ولكن طالما أنه لا يثق في تصريحاته، فكان الأولى أن ترسم نهجاً يجعل المواطن يثق في تصريحات المجلس التي أوافقك على أن في بعضها قصوراً. وأقول ختاماً: استهواني العنوان لقراءة المقال لأنني -والمواطن- نتمنى تطور المجلس -خاصة بعد دخول العنصر النسائي- الذي سيثبت أنها مرحلة مهمة سعت إليها القيادة، خاصة بعد توسع صلاحيات المجلس، وهذا هو المؤمل بقيادة المجلس الحالية، والمؤمل توسيع صلاحيات أكثر وعرض جلساته على الهواء ليعرف المواطن أكثر عن إيجابيات المجلس وسلبياته.