جدة – محمد النغيص الدفاع المدني: رجالنا أنقذوا المحتجزين وأوصلوا الحالات إلى المستشفى قبل وفاتهم السبت 25 مايو الماضي، وبينما كان طلاب المدارس في أول أيام امتحاناتهم نشب حريق في شقة سكنية بحي الربوة الشعبي بجدة راح ضحيته طفلان وامرأة في عقدها الرابع، فيما أشارت الدلائل الأولية إلى أن سبب الحريق عبث أطفال بأعواد ثقاب. وانطلقت من عدد من السكان المتجمهرين حول الشقة عبارة مفادها «أُخمدت الأرواح قبل أن تُخمد النيران»، وأطلقوا بهذه العبارة مطالبهم بالتحقيق مع أفراد رجال الدفاع الذين باشروا الحادث. استجابة بطيئة وأوضح سكان الحي ل «الشرق» أن البلاغ ورد إلى إدارة الدفاع المدني بعد اشتعال الحريق بفترة قصيرة، لكن الاستجابة لم تكن سريعة، ما أدى إلى قيام الأهالي بعملية الإنقاذ، وتكسير الزجاج، وإخماد الحريق لإنقاذ المحتجزين، في غياب رجال الدفاع المدني، وأخرجوا المرأة والأطفال، ولكن نقص المعدات الطبية أدى إلى وفاتهم أثناء نقلهم إلى المستشفى. نقص الأجهزة وواصل بعض السكان الحديث بالتأكيد على تقصير أفراد الدفاع المدني، من خلال عدم توافر أكسجين في سيارات الإسعاف الخاصة بهم من أجل إنقاذ الأطفال، ما تطلب نقل المصابين إلى إسعاف آخر، وتبين عند الوصول إلى المستشفى السعودي الألماني أن المصابين لفظوا أنفاسهم الأخيرة قبيل وصولهم إلى المستشفى، ما يدل على إمكانية إنقاذ حياة المصابين لو توافرت أجهزة الأكسجين في سيارات الإسعاف. عدم تأهيل وأوضح عبدالمحسن المرواني، وهو أحد مَنْ قاموا بالإنقاذ قبل وصول فرقة الدفاع المدني، أنه استعان بالسلالم لإزالة شبابيك الغرفة وإنقاذ الأطفال الذين كانوا يستغيثون من أجل إنقاذهم، بالإضافة إلى المرأة، ولكن إرادة الله كانت أسرع، مشيراً إلى نقص المعدات ومنها عدم كفاية المياه لإخماد الحريق، أو وجود عطل في إحدى الآليات، وقال: استدعى الأمر طلب وايت آخر لتوفير الماء، ما يعني مزيداً من الهدر في الوقت. رجال الدفاع جاهزون من جانبه، أوضح الناطق الرسمي باسم إدارة الدفاع المدني، العقيد سعيد سرحان، أن الإدارة تعمل بنظام الورديات، وهنالك تسلم وتسليم لأي وردية، ولا يتم تسليم الفرقة للفرقة الأخرى إلا والمعدات جاهزة، ابتداءً من سيارة الإسعاف، إلى الكشافات، والسلالم، وجميع الوايتات، ولم يكن هناك تأخير في الاستجابة مع بلاغ الحريق، وكل شيء مسجل وموثق عندنا، فالنداء لا يستمر دقيقة إلا وقائد الفرقة قد استجاب، ويتم التواصل مع العمليات من أجل تحديد الموقع، وهذا الكلام لا يسجل يدوياً، بل آلياً، وإذا وصلت الفرقة إلى الموقع لا تباشرالفرقة إخماد النيران مباشرة، بل يتم التواصل مع العمليات من أجل توضيح وقت الوصول إلى الموقع. من جهة أخرى، نفى سرحان أن المياه بالوايت المصاحب للفرقة كانت غير كافية، وقال: من المستحيل أن يخرج وايت إلى موقع الحدث، ويكون خالياً من المياه، فالوايتات المتوافرة لدينا تتسع لما يزيد على 130 طناً، والسائق لا يحس بهذا الحجم. ودافع سرحان عن رجال الدفاع المدني مؤكداً أنهم مؤهلون، وقال: هم مَنْ قاموا بإنقاذ المحتجزين، وإيصال الحالات إلى المستشفى قبل وفاتهم، وهم مدرَّبون على مستوى عالٍ، ويعرفون أين يتحركون، وكيف يخمدون النيران، وكيف يتعاملون مع هذه الأحداث. شاب من الحي يشير إلى إصابته أثناء إخراج المحتجزين سُلَّم استخدمه المرواني لتكسير زجاج النافذة