البوليجراف ( Polygraph ) أو ما يسمّى بجهاز كشف الكذب الذي سجّل أول ظهور له في عام 1921م، إلا أنّ بعض المنظّمات العلمية في الغرب لا تعترف به إلى يومنا هذا بالرغم من التقدم التّقني الّذي حقّقه. و تتلخّص فكرة الجهاز في تسجيل التغيّرات الفسيولوجية التي تحدث في جسم الشخص عندما يُكذِّب حيث يفرز إنزيم الأدرينالين وهو مُنشّط طبيعي يؤدي إلى زيادة دقّات القلب وتدفُّق الدم في الجسم. وبما أنّ الدّم ينقل الأوكسجين الّذي تتولَّى عملية حرقه العضلات، فإنّ هذه العملية تخلق نشاطاً زائداً في الجسم فتظهر أعراض الكذب التي منها الإجهاد، و التعرُّق و تسارع مُعدَّل ضربات القلب. وهناك أبحاث اعتمدت على الصوت أيضاً، فقدْ تمَّ تسجيل صوت إنسان وهو يتحدث بصدق وفي اللحظة التي يُكذب فيها يحصل تغيّر في الترددات الصوتية الصادرة عنه و هذا يعني أن ترددات الصوت في حالة الصّدق تختلف عمّا هي عليه في حالة الكذب. والآن- عزيزي القارئ- أظنّ أنّ سيلاً من الأسئلة تستوطن خاطرك مثل: يا ترى لو أخضعنا هذه الزُّمرة الكاذبة التي تأكل أموال الناس بالباطل وتسرق تعب الآخرين لهذا النوع من الاختبار فهل سيقوى الجهاز على الصمود أَمْ ماذا سيحدث له؟ يقول تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوى لِلْمُتَكَبِّرِينَ) . الزمر الآية 60.