السفير عادل الجبير أصدرت محكمة أمريكية أمس الخميس حكماً بالسجن لمدة 25 عاما على الأمريكي من أصل إيراني، منصور أربابسيار، بعد إدانته بلعب دور في المؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. واعترف أربابسيار في أكتوبر بتهمة التآمر مع عناصر من الجيش الإيراني لاستئجار قتلة من مافيا مخدرات مكسيكية لقتل السفير السعودي عادل الجبير. وقال قاضي محكمة نيويورك الفدرالية، جون كينان، إن أربابسيار «مدرك لفعلته، وعليه أن يتعلم الدرس وهو أنه لا يمكن التساهل مع ذلك». من جانبهم، ذكر محامو الدفاع أن أربابسيار يعاني من الاضطراب ثنائي القطب، وهو اضطراب نفسي، إلا أن القاضي كينان قال إنه ثَبُتَ أن المتهم متمكن من قدراته ورفض طلب المحامين الحكم عليه بالسجن عشر سنوات. وتلا أربابسيار الذي كان يرتدي بدلة السجن الزرقاء، بيانا مكتوبا بصوت خفيض وقال «ما فعلته كان خطأ وأنا أتحمل المسؤولية، ولا أستطيع تغييره، لم أؤذ أي شخص، أحيانا يكون عقلي في مكان غير سوي». من هو أربابسيار؟ (جرافيك الشرق) بدوره، رحب المدعي الفدرالي لولاية نيويورك، بريت بهارارا، بالحكم، وقال في بيانٍ إن «منصور أربابسيار كان عدوا بين صفوفنا، وهو الوسيط الرئيسي في مؤامرة دولية بشعة وضعها عناصر من الجيش الإيراني لاغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة إضافة إلى أكبر عدد لازم من الأبرياء لتنفيذ هذه المهمة». وأضاف أنه لو جرى تنفيذ المخطط لكان من الممكن أن يتسبب في «ضرر بالغ». واعتُقِل أربابسيار في سبتمبر 2011 في مطار جون كينيدي الدولي ما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين طهرانوواشنطن وسط علاقات متوترة، ووُجِّهَت التهم له ولمتهم آخر في القضية هو غلام شاكوري، العضو البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إلا أنه لم يتم إلقاء القبض عليه حتى الآن. واتُهِمَ أربابسيار بترتيب عملية إرسال مائة ألف دولار إلى الولاياتالمتحدة كدفعة أولى لعملية الاغتيال، بحسب لائحة الاتهام. ودعت محامية أربابسيار، سابرينا شروف، إلى الترفق به، وقالت للمحكمة إنه لم يسبق له أن تورط في أية مشاكل وهو «أب جيد وابن جيد جدا». إلا أن المدعية، غلين كوب، قالت إن أربابسيار لا يمكن أن ينجو من العدالة، وقالت إنه «عَمِلَ على مدى أكثر من ستة أشهر لاغتيال سفير بلد أجنبي على الأراضي الأمريكية». من جهته، قال أستاذ القانون الدولي، الدكتور عمر الخولي، إن الولاياتالمتحدة تعد الدولة المستضيفة للسفير السعودي ومن واجبها حماية الدبلوماسيين الموجودين على أراضيها خاصة أنهم يتمتعون بحصانة ويقومون بعمل تحكمه علاقات دولية تفرض حمايتهم. وفيما يخص العقوبة الموقعة على أربابسيار بالسجن 25 عاماً، اعتبر الخولي، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، أن الحكم يثبت تورط جهات إيرانية في التخطيط لمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير. وأشار إلى أن التحقيقات أفادت أن منصور أربابسيار كان يخطط للتآمر مع جهات أخرى تدعمه لتنفيذ هذه العملية، لافتا إلى أن المحكوم الإيراني لديه فرصة للاستئناف وتخفيض المحكومية. وكانت وزارة العدل الأمريكية أعلنت في أكتوبر 2011 عن اتهام إيرانيين اثنين بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن في إطار مؤامرة خططت لها ونظمتها وأدارتها إيران، وأبانت الوزارة آنذاك أن الإيرانيين منصور أربابسيار (المحكوم عليه أمس) وغلام شاكوري (لم يُضبَط للآن) متهمان بالمشاركة في المؤامرة بقيادة عناصر في الحكومة الإيرانية.