أتت الدعوة لمؤتمر دولي حول الأزمة السورية تحت مسمى «جنيف 2» بعد لقاء بين وزير خارجية روسيا وأمريكا، إلا أن أي موعد لم يحدد لهذا المؤتمر الذي كان من المقرر أن يتم مع نهاية هذا الشهر، وبات من الواضح أن عقده مرتبط بعدة استحقاقات سياسية وعسكرية، داخل وخارج سوريا. وفي الوقت الذي تسعى المعارضة السورية لتوحيد صفوفها، لمواجهة استحقاق جنيف 2، الذي ربما سيكون مفصلياً في تحديد ملامح مستقبل سوريا، وخطيرا على الثورة والشعب السوري كما يرى الناشطون وقوى الثورة في الداخل، الذين خرجوا ضد النظام من أجل تغييره بشكل كامل لا لخوض مفاوضات معه واستمراره بشكل آخر، وعدم وجود برنامج أو جدول أعمال لهذا المؤتمر أو حتى تصور أولي يزيد مخاوف قوى الثورة والمعارضة الذين يريدون ضمانات دولية لرحيل الأسد ورموز النظام قبل التوجه إلى جنيف. ومع حديث موسكو أن زمن عقد المؤتمر لم يحدد بعد، يستعيد النظام زمام المبادرة عسكريا على الأرض بدعم من قوات حزب الله اللبناني وقوات إيرانية وعراقية في محاولة لتغيير المعادلة لصالحه، ورغم رفع الحظر الأوروبي عن توريد السلاح لقوى المعارضة إلا أن سرعة تقدم قوات النظام سيخلق واقعا جديدا قبل انعقاد جنيف، وهذا ما سيعقد شروط الحل السياسي، فقوى الثورة لن تقبل باستمرار نظام الأسد مهما كانت التكلفة، ولن تتراجع عن هدفها في إسقاط النظام، والنظام لا يبدو أنه اقتنع بعد عامين من القتل أنه لم يعد له مكان في سوريا المستقبل. وفي ظل هذا الوضع الملتبس والتناقض بين النظام والثوار لا يبدو مفهوما الحديث عن آفاق حلول سياسية في سوريا، فالحل الوحيد الممكن كما يبدو لإنهاء الصراع الطويل في سوريا هو ببساطة رحيل الأسد، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع.